كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
تشغله أسرة خاصة يهتم بأمرها، وكان له في حياته أسلوب صارم لا يحيد عنه إلا
لضرورة ملجئة، فكان يقرأ كل يوم نصف جزء من القران على الترتيب بعد صلاة
الصبح، ويظل على المكتب بين قراءة وكتابة طول يومه إلا إذا كان له عمل
خارج البيت، وكان يأخذ لكل كتاب يقرؤه جذاذات يسجل فيها ما يعنَ له من
افكار ونصوص لها اهميتها العلمية في البحث، ثم يضم الجذاذات ذات
الموضوع الواحد بعضها إلى بعض، ليسهل الرجوع إليها إذا احتاج الموضوع
الذي يكتبه إلى مراجع. .
لم يكن من عادته النوم نهاراَ، ويأوي إلى مضجعه مبكراً في العاشرة، أ و
الحادية عشرة، وكان يكره أن يزوره احد من غير موعد، وكان يوم الجمعة اليوم
الذي يجلس فيه لمقابلة أصحابه وتلاميذه من غير تقيد بموعد، فكان بيته في
روضة المنيل بالقاهرة لا يخلو من الزوار قبل صلاة الجمعة وبعدها إلى آخر
السهرة.
وفي العام الأخير من حياته المباركة تأثر نظره بداء السكر الذي أصيب به
في سنواته الأخيرة، فكان يملي على شقيقه او احد تلاميذه ما يطلب منه، حتى
وافاه الأجل على غير انتظار، في صباح يوم 8 أغسطس (آب) سنة (1963 م)،
وترك على مكتبه فتاوى وإجابات للشعوب الإفريقية والاَسيوية أذيعت بعد
وفاته، رحمه الله رحمة واسعة، وأجزل له الثواب في دار السلام. .
؟ برصلاء*
!،+
العلمي، ولما عاد من فرنسة بعد حصوله على الدكتوراه كان قد شارف الخمسين
من عمره فرأى انه قد تجاوز سن الزواج، وتفرغ للعلم.
24