كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

وصغيرة، ويتجلى ذلك في اعتزازه بعقيدته الإسلامية، وحرصه البالغ على
نشرها في كل بقاع الأرض، وتيسير بيان أحكامها بشتى اللغات، والتأكيد على
ان تصحيج الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وغيرها لن يكون صحيحاَ إلا إذ!
جرى على سنن الدين والعدل والمساواة، وأن سبيل الإصلاح بوجه عام مناطه
إصلاح النفوس وسجاياها وملكاتها التي تصدر عنها، وذلك يكون بتربية جيل
جديد تربية قوامها الدين، تربية تجعل النفس خيرة تنبعث للخير من ذاتها، وترى
الشر في القول والعمل امتهاناَ لكرامتها، وامراَ قبيحاَ تنفر منه بطبيعتها (1).
وكإن من شوإهد تقوا 5 واعتزازه بالإسلام موقفه من الفكر الغربي ا و
الوضعي، ومحاولة تلمس أوجه الشبه بينه وبين هذا الدين، يقول: "ولسنا
نحاول ان ندخل في الإسلام كل تفكير نراه طيباَ، وكل علاج نراه عادلاَ، لبعض!
ما نحسه من مشكلات، كان نقول مع القائلين بأن الإسلام دين اشتراكي
وديموقراطي وما إلى ذلك. ثم يقول: إن الإسلام أ سمى من ذلك كله، إنه دين
اصيل له اسسه الخاصة وطابعه الخاص، وإن غايته إسعاد الفرد والمجتمع
والإنسانية كله! في كل زمان ومكان، وذلك بتعميم العدل وإشاعة الرحمة
والتعاطف بين الناس جميعاَ لا فرق بين دين ودين، وجنس وجنس " (2).
ومن منطلق اعتزازه بالإسلام كإن ضد التهافت على أوروبة وما عندها
تهافتاَ ينإل من كرامتنا، ويظهرنا عالة على غيرنا كأننا أمة لا ماضي لها تعتز به،
ولا تقاليد تفخر بها (3).
إن الرجل كإن عالماَ تقياَ يفخر بدينه، ومن ثم كإن صاحب رسالة دعوية
يؤمن بها، ويسعى من أجلها، ليعم الإسلام البشرية كله!، فهو ملاذها الوحيد
للحياة التي تليق بالإنسان الذي استخلفه إدته في الأرض وكرمه أعظم تكريم0
(1)
(2)
(3)
انظر مجلة الأزهر: 1 2/ 2 0 9.
المصدر السابق: 2 2/ 9 0 7.
ا لمجلد ا لسا بق، ص 4 0 5.
27

الصفحة 27