كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
يوقظ القوم من نومهم وإزعاجهم باقتراح مُدوِّ يجلجل مدا 5 حتى يخه
المسؤولون إ لى الإصلاح (1).
26 - وقد وسع الله على الدكتور موسى في الرزق، ولكنه في إنفاقه على
نفسه كان مقتصداَ، آخذاً بقول الله تبارك وتعالى: " وَلَا تخعَل لَدَكَ مَغْلُولَة إِكَ عُنُقِكَ
وَلَا ئَئسُطهَاكل اَئبسَظِ فَئَقعُدَ مَلُوماتَخسُورَا "] الإسراء: 9 12، فلم يكن بخيلأ على
نفسه كما لم يكن مسرفاَ ومبذراَ، وإنما كان بين ذلك، وكان يحرص أبلغ الحرص
على إخراج زكاة المال، وينفق في سبيل الله على الفقراء والمحتاجين، وفد
روى لي شقيقه الذي أمدَني بسيرته أنه سمع من عامل مسكين، وهو يشير إلى
الدكتور موسى هذا أبو الفقراء.
وكان لبعض الناس في قريته مرتب ثابت يدفع له شهريأ، وقد بقي هذا
العطاء صدقة جارية بعد موته على ما رسم، احتراماً لتقلجده الطيب، واستدراراَ
للدعاء له 00
27 - وزبدة القول إن شخصية ا لدكتور موسى تمثلت فيها خصا ل الشخصية
الإسلامية كما بين سماتها الكتاب والسنة، فهي شخصية تمتاز بعمق الإيمان،
وحرارة اليقين، وعزة النفس، والتوإضع والحلم، والبعد عن سفساف القول
والفعل، والكرم وحب الخير، والجد والعمل والإخلاص، والفصد وإلاعتدال
في المشاعر والإنفاق، والعطف على البؤساء والفقرإء، وهي فضلاَ عن ذلك
لا تحوم حولها الألغاز، ولا يلحفها الاضطراب او التناقض، فهي من تلك
الشخصيات السوية المتوافقة، التي تحيا في انسجام وسلام مع نفسها وغيرها.
ثقافته:
28 - هذه الشخصية التي ألمعتُ إلى ذروٍ (2) من سماتها الخلقية والنفسية
(1)
(2)
انظر مجلة المنهل، عدد المحرم (15 4 1)، ص 164.
ذرو: أي طرف.
31