كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
من تمام العلم بها التعرف على خصائصها الذهنية والثقافية، تلك الخصائص
التي جعلت لها تلك المنزلة الرفيعة في الفكر الإسلامي المعاصر.
وإذا كان للبيئة التي نشا فيها الدكتور موسى اثر واضح في شخصيته فإن
لها كذلك اثراَ بالغاَ في ثقافته، لقد كانت بيئة علمية، فالأم قارئة وحافظة لكتاب
الله، وحرصت اشد الحرص على ان يسلك ولدها طريق أخواله وأخويه في
الدراسة وطلب العلم، وأبت ان تستجيب لما اشار به عمه من إعداد 5 ليكون
فلاحاً يثرف على شؤون الزراعة، ويفتح البيت في القرية، وتنبأت له بمستقبل
متميز في العلم، وتحففت نبوءة الأم الصالحة التقية، فبلغ في العلم شأواَ بر به
اقرانه.
29 - التحق الدكتور موسى بالأزهر بعد أن حفظ القرآن الكريم، وألئمَ
بقدر من القراءة والكتابة وعلم الحساب، وفي المعهد العتق ئحصل على قدر
طيب من الثقافة في علوم الدين واللغة اهَلته للتخرج بتفوق، والتدريس في
المعاهد الأزهرية، وكان وهو طالب في الأزهر لا يكتفي بدراسة ما فرر عليه من
كتب، وإنما كان يقرا كل ما تقع عليه عينه من المؤلفات والدراساب القيمة في
الفكر الإسلامي بوجه عإم.
30 - ولما حيل بينه وبين مواصلة العمل بالمعاهد الدينية على الرغم من
تفوقه، وتمكنه من المادة العلمية التي يدرسها اتجه إلى تعلم الفرنسية لتكون
وسيلته للمحاماة، ولكنها فتحت امامه باباً جديداً للثقافة، فاطلع في هذ 5 اللغة
على افكار غربية، وبخاصة في مجال الفكر الفلسفي، ويبدو ان الدكتور كان
يجنج إلى هذا المجال منذ ايام الطلب في الأزهر، ويرجح هذا انه بعد ان عإد
للأزهر مدرساً بمعهد طنطا الذي لم يمكث فيه إلا نحو نصف عإم، ثم نقل إلى
كلية اصول الدين مدرساَ للأخلاق والفلسفة، فلو لم تكن له اهتمامات بهذا
المجال من الدراسات، وان المسؤولين في الارهر عرفوا عنه هذا ما كان لهم أ ن
يعهدوا إليه بتدريس مادة الأخلاق والفلسفة في كلية جامعية.
32