كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
31 - وتشهد مؤلفاته وأبحاثه ومقالاته التي كتبها منذ عين بكلية أصول
الدين حتى عودته من فرنسة يحمل أرقى درجة علمية من جامعة السوربون على
اطلاع واسع وعميق على التراث الكلامي عند المسلمين وغيرهم، وكذلك على
أمهات كتب الأدب والتاريخ والدراسات الحديثة في تاريخ العلوم وتطورها،
كما تدل على ثقافة لغوية أصيلة، فضلاَ عما كتبه بعض المستشرقين وغيرهم من
مفكري الغرب وفلاسفته في الدرإسات الفلسفية والأخلاقية في الشرق
والغرب.
وكان للفترة التي أمضاها في فرنسة وهو يعد رسالته للدكتوراه دور مهم
في تكوينه الثقافي، فقد تعمق في هذه الفترة في الدراسات الغربية ومناهجها في
البحث، فكانت عاملاَ فاعلاَ في نمو ثقافته وا تساع آفاقها، كما أتاحت له الوقوف
عن كثب على أعراف وتقاليد الحياة الجامعية في فرنسة وهي أعرإف وتقاليد
تحكمها التزامإت صارمة جادة في كل شيء، وقد حمله هذا على الموازنة بين ما
يجري في الأزهر، وما عرفه في السوربون، فكانت دعوته الصريحة والجريئة
لإصلاح الأزهر دون أن يعبأ بما كان يوجه إليه من اتهامإت تدل على سطحية في
التفكير، وتخلف في الوعي برسالة الجامعة وعلاقتها بمشكلات المجتمع.
32 - وكانت ثقافته الأزهرية أيام الطلب في الأزهر تمثل بالنسبة لما
خاض فيه من قضايا فلسفية وأخلالّية وبخاصة في الفكر الغربي عاصماَ من التأثر
بأي فكر يتعارض مع مبادئ الإسلام، ولذلك كان يعلق فيما يترجم او يدرس
على بعض الاَراء التي وردت في الدراسات الغربية عن الإسلام وحضارته، وهي
تتجافى مع أصول المنهج العلمي (1).
وحين قدر له أن ينتقل إلى جامعة فؤاد الأول ليدرس علومإَ لم يكن قد
منحها فيما مضى من حياته العلمية اهتماماَ ودراسة مئل ما أعطى للدراسات
(1) انظر على سبيل المثال مجلة الازهر: 4 1/ 162.
33