كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

الفلسفية والأخلاقية فإنه لأصول ثقافته الأزهرية الراسخة فدم في المجال
الجديد ابحاثإً ومؤلفاب دئَت على انه فقيه ضليع، ومجتهد مجدد، وكان هذا
المجال من اهم عوامل سهرته في العالم الإسلامي أكثر من مجال الدراسات
التي نهض بها من فبل.
إن كتابإت الدكتور موسى في الدراسات الفقهية لفتت إليه الأنظار بين
اساتذة الثريعة وجماهير الأمة، وسيرد الحديث عنها في الفصل الثاني، وإنما
هي إشارات إلى ان هذه الدراسات تمثل في ثقافة الدكتور موسى عنصراَ بإرزاً،
لأنها عبرت عن توجهاته الإصلاحية والتجديدية، وتعد في الدراسات المعاصرة
خطوة متقدمة على طريق تحرير الفقه الإسلامي من التقليد والجمود.
33 - ولم تكن ثقافة الدكتور موسى مقمورة على الدراسات الأخلاقية
والفلسفية والفقهية، وإنما كان الرجل قارئاَ نهماَ لكل مجالات الثقافة، فهو
يطلع على كل ما تخرجه المطابع من دراسات بالعربية غالباَ سواء كانت تتصل
بتخصصه العلمي اتصالاَ مباشراَ او غير مباشر، وما كان يكتفي بإلفراءة، وإنما
كان يكتب عن الكتب التي يراها جديرة بإلتعليق عليها، والتعريف بها، ونقدها،
ففي مجلة الكتاب عدد جمادى الأولى سنة (1372 هـ) دراسات نقدية لمؤلفات
عن الحسن البصري، ورسالة ابي العلاء المعري في تعزية علي بن ابي الرجال
في ولده، ودولة الإسلام في الاندلس، عهد الفتنة الكبرى حتى عهد الناصر،
ولباب المحصول في اصول الدين لابن خلدون.
وعهد إليه بتحرير بإب الكتب في مجلة (المسلمون) التي اصدرها الأصتاذ
سعيد رمضان رحمه الله في الفاهرة في اواثل الخمسينيات من القرن الميلادي
الماضي، وقد توقف إصدارها في الفاهرة في سنة (954 ام)، وهاجرت مع
صاحبها إلى دمشق، وصدرت بإسم الدكتور مصطفى السباعي (1) رحمه الله.
(1)
انظر: مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد، للاستاذ عبد الله
محمود الطنطاوي، ص 172، ط. دارالقلم.
34

الصفحة 34