كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

ثم يوجه الكلام إلى الدكتور البهبيثي قائلاً: يا أخي الفاضل، إننا جميعاً
نعرف ان الإلمام باللغات والاَداب القديمة لابد منه لدراسة الأدب العربي دراسة
مقارنة، ولكن هذا شيء واشتراط كل ما تريد من دراسات شيء آخر، إن هذا
معنا 5 أننا نخدع أنفسنا منذ زمن طويل حين اعترفنا لكثير من رجالاتنا بالتفكير
العلمي الصائب، وبالقدرة على ال! نقد للأدب العربي، وما يظهر فيه من اَثار،
ويكفي أن نذكر - من باب التمثيل لا الاستقصاء - هذ 5 الأسماء الاعلام: طه
حسين، عباس العقاد، أحمد أمين، أمين الخولي، أحمد الشايب، أحمد حسن
الزيات، إبراهيم مصطفى، السباعي بيومي.
إننا حين نشترط ما اشترط الدكتور البهبيتي لا نكاد نجد واحداً نعد 5 أهلاً
لتناول كتاب في الأدب العربي بالنقد، وإلا كان آخذاً فيما ليس له بأهل، ولا
بصر له به، اللهم إ لا أن يكون الاستاذ المؤلف وحد 5.
ويختم الدكتور كلمته بهذ 5 العبارة: وأعود فا قول بأني لا أريد بهذ 5 الكلمة
التعزخملحسم الخلاف بين الأستاذ المؤلف والسيدة النا قدة، مع تقديري لفضل
كل منهما فيما تخصص فيه، وإنما هي خواطر جالت بذهني بعد أن قرات ر د
الأستاذ الدكتور البهبيتي، والله الموفق للحق وإلى سواء السبيل (1).
38 - وتعد هذ 5 المداخلة العلمية دليلاً واضحاً على سعة اطلاع وثقافة
عميقة في الدراسات الأدبية وال! نقدية، كما تعتبر شاهداَ على التوإضع في الحوار
والمناقشة واحترام آراء الاَخرين، على الرغم من الحكم عليها بالضعف أ و
البطلان.
وخلاصة القول في ثقافة الدكتور موسى أن هذ 5 الثقافة وإن غلب عليها
تخصص الدراسات الفلسفية والأخلاقية رالفقهية فإنها استوعبت كل فروع
الثقافة الإسلامية، وامتازت إ لى هذا بالاضالة والرسوخ والغيرة الدينية الحميدة،
(1)
إنظر مجلة (الكتاب)، عدد جمادى الثانية سنة 371 اهمارس 952 ام،
ص 360 - 363.
37

الصفحة 37