كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
وكانت العوامل التي ساعدت على تكوين هذه الثقافة متعددة اهمها:
أولاَ: البيئة العلمية التي لأ فيها الدكتور موسى، فقد وجهته وجهة طيبة
إلى طلب العلم والتعفُق فيه.
ثانياَ: استعداده وذكاؤه الفطري، فقد حببت إليه القراءة الجادة منذ أيام
الطلب في الأزهر، وظل طول عمره يحرص على القراءة النافعة في مجال
تخصصه وغيره.
ثالثاَ: إجادته للغة الفرنسية في شبابه، وقد اتخذ من هذه اللغة وسيلة
للتزود بالثقافة الغربية، واداة في ابحاثه العلمية.
رابعاً: تلمذته لعدد من الشيوخ الذين كان لهم دور بارز في الإصلاح
والتجديد الفقهي كالشيخ المراغي، وعبد المجيد سليم، ومصطفى
عبد الرازق، وهؤلاء الشيوخ أخذوا عن الإمام محمد عبده (1)، فهو من ثم تأثر
باَراء هذا الإمام الإصلاحية بالواسطة.
(1)
هو الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده بن حسن خير الله، ولد سنة
266 ا هـ/ 849 ام في إحدى قرى محافظة الغربية بمصر، ولأ في محلة نصر
بالبحيرة، وأحب في صباه الفروسية والرماية والسباحة، وتعلم في الجامع
الأحمدي بطنطا، ثم بالأزهر، وتعلم اللغة الفرنسية بعد الأربعين، شارك في
مناصرة الثورة العرابية، فسجن ثلاثة أشهر للتحفيق، ونفي إلى بلاد الشام، ثم
سافر إلى بارشى، فأصدر مع صديقه وأستاذه جمال الدين الأفغاني جريدة
العروة الوثقى، وقد سمح له بدخول مصر سنة 306 اهـ/1888 م وتولى
منصب الفضاء، ثم عين مستشاراَ في محكمة الاستئناف، فمفتياَ للديار المصرية
سنة (317 اهـ)، واستمر إلى ان توفي بالإسكندرية سنة 1323 هـ/ 905 ام
وقد دفن بالقاهرة، ويعد رحمه الله - من كبار رجال الإصلاح والتجديد في
الإسلام، ومن مؤلفاته: رسالة التوحيد، والإسلام والنصرانية، تقرير إصلاح
المحاكم الشرعية، تفسير جزء عم (وانظر محمد عبده للأستاذ عباس محمود
العقاد).
38