كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
المبحث الثالث
أراؤه التجديدية والإصلاحية
0 4 - إن من يستقرى آراء الدكتور موسى التجديدية والإصلاحية يقضي
بأنها جميعها بأنها تخرج من مشكاة واحدة، وتتغئا هدفاَ واحداَ، فهي تترسم
خطي الإسلام في تشريعاته التي صلج عليها امر الدنيا والاَخرة، وتحرص ابلغ
الحرص على أن تكون لهذه التشريعات السيادة والكلمة الأولى في حياة الأفراد
والجماعات على السواء.
والدكتور موسى في كل اَرائه واجتهاداته فضلاَ عن انطلاقه من عقيدته
الإسلامية ف! نه من هذا المنطلق كان يركز على المنهج، ويعزو التخلف الذي
يعاني منه المسلمون في حاضرهم إلى غياب المنهج العلمي في كل ممارسات
الأمة، فهذا المنهج هو الذي ينظم التفكير، ويرشد إلى الإبداع، ويحول دون
السطحية والتكرار، وهو المعبر عن روح الحضارة والتقدم لأمة من الأمم،
فحيث توجد حضارة يوجد منهج، لأنه في جوهره حثد للطاقات وتجميعها،
والتنسيق بين معطياتها، وفقاَ لأصول علمية، وقواعد منهجية؟ لكي تصب في
الهدف الواحد، فتكون اغنى فاعلية، واكثر قدرة على التجديد والتطوير
والعطاء.
1 4 - ويمكن حصر مجالات الإصلاح والتجديد في فكر الدكتور موسى
إلى ما يلي:
أولاَ: إصلاح الأزهر (1).
(1) بنى الجامع ا لأزهر القائد جوهر الصقلي سنة (1 36 هـ)، وسمي بالجامع ا لأزهر
40