كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
وخريجيه يعيشون في عصر يموج بمختلف المذاهب الفكرية والدينية بأفكار
قديمة لا وجود لها، فهم غرباء في زمنهم، يعجزون عن مواجهة تيارات الإلحاد
بأسلحة عصرية تنجح في إحقاق الحق، لىبطال الباطل.
43 - وكان يرى - وهو على حق فيما يرى - ان الاستعمار قد عمل على
عزل الأزهر دإهماله، والنظر إلى طلابه وخريجيه نظرة ادنى من طلاب
الجامعات الأخرى، وكانت هناك سياسة مرسومة للقضاء على الأزهر بمرور
كاال! بن،+ وفي القضاء عليه قضاء على الدين واللغة والتقاليد، وهذ 5 هي مفومات
القومية، قال: إن الاستعمار على ضروب مختلفة لكل منها وسائله، ولكن
مهما يختلف المستعمرون في طرائقهم واساليبهم فإنهم يتفقون على وجوب
القضاء على قومية البلد المستعمَر، وهذ 5 القومية تقوم على الدين واللغة
والتقاليد، وهذه الغاية قد يسير إليها المستعمر في عجلة وعنفوان كما فعلت
فرنسة في الجزاثر، او في هُون وتؤدة كما حاولت إنكلترة في مصر، ونجحت
فيمخ! اَ غيرءقليل.
لقد بدا الأمر عندنا منذ زمن طويل بالتهوين من شأن الدين واللغة، ا و
تحيف حقوق القائمين بهما، وجعلهم لدى الأمة في منزلة ادنى من نظرائهم في
الثقافة والعمل والخدمات العامة للأمة، ومن ثم كان خريجو دار العلوم دون
خريجي مدرسة المعلمين العليا منزلة وراتباَ مع اشتراكهما في العمل في
المدرسة الواحدة، وكان القضاة الشرعيون - ولا يزالون - دون القضاة الأهليين
في 3 الممؤكبة المادية والأدبية، مع الاستواء في الحكم بين الناص، وما لذلك من
تبعات جسام، وكان خريجو الأزهر في منزلة ادنى من هؤلاء جميعا13).
ولكن الدكتور موسى مع هذا كان يتهم شيوخ الأزهر ومفكريه بالإهمال
والتفريط والركون إلى الجمود والتقليد.
(1)
انظر (في عبيل الدْ والأزهر) مجلة الأزهر: 396/ 22؟ ومجلة الرسالة:
19/ 0154
42