كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

العريق، امتداداَ لرسالته التي تعد مناره عامة ترسل اشعتها هنا وهناك في ارجاء
العالم الإسلامي، - كان نقد الدكتور موسى لواقع الأزهر، وهو نقد لا خ يكشف
عن الحقائق في شجاعة وصراحة دون أن يجأ بما قد يناله من أذى، وقد قال في
هذا رداَ على المشفقين عليه من جراءته في إبداء آرائه: افليهدأ إذاَ بالاَ الأبناء
والإخوان المشفقون، فالئه متم امره، ولن يقف حذر دون قدر. ولست بما أقول
اليوم او بعد اليوم إلا في مقام الناصح الأمين، وليس -وقد جاوز مثلي
الخمسين - بأقل من ان ينصح بما يراه حقاَ، وليس إنسان مهما علا قدره بأكبر
من أن يتقبل الراي الحق، يتقدم به ناصح أمين " (1).
وقد انصب نقد الدكتور موسى على مناهج الأزهر، وكذلك على التسيب
الإداري الذي ينعكس سلباَ على وضع الأمور في طريفها الصحيج، وعلى إنجاز
ما يجب إنجازه دون تسويف او تعطيل. .
47 - أما المناهج فهي متخلفة ويحكمها التقليد؟ لائها لا تعيش حاضر
الأمة، ولا تعالج المشكلات الواقعية، وتردد أفكاراً وقضايا ليس لها وجود في
الحياة المعاصرة، يقولط: إالأزهر يدور في حلقة مفرغة من التقليد لا تدري
آخرها من أولها، تجد هذا الكتاب في هذا العلم أو ذاك لا يختلف عن الاَخر إلا
بشيء من التيير في الوضع والترتيب، أما الأفكار والاَراء فهي هي قد جمدنا
عليها، فلا نبغي بها بديلاَ، بل صرنا من التقليد إلى أننا لا نستطيع الوصول إلى
هذا البديل لو أردناه " (2).
ويقول أيضاَ: "إننا نبذلط كثيراَ من مجهودنا العقلي في تعلم وتعليم ما لا
يجدي سواء من ناحية المادة نفسها موضوع التعليم، او من ناحية طريقة
تعليمها" (3).
(1)
(2)
(3)
انظر مجلة الرسالة السنة الئامنة عشر، العدد (882)، ص 0 0 6.
انظر مجلة الأزهر: 1 2/ 0 0 6.
انظر المصدر السابق ة 2 2/ 0 31.
44

الصفحة 44