كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

ويخص كتب علم الكلام بالنقد، فقد ضالتى بها بعد أن درسها، يقول
عنها: إوإن كتب علم الكلام التي يشقى بدراستها طلاب الأزهر، والتي ينفقون
في فك غامضها قدراَ كبيراً من طاقتهم العقلية إنما تتعرض لمن آصبحنا لا نحس
لهم وجوداً من أرباب المقالات المخالفة للدين الحق، وعقائده الصحيحة،
ومن العبث أن نعكف على جدل قوم لا نكاد نحس لهم رِكزاَ، وأن نترك أمثال
القاديانية والبهائية، ولهم من النشاط الديني، ومن الدعاوة لمذاهبهم ما هو
معروت في أوروبة وأمريكة " (1).
48 - ومما يتصل بجنوح الشيوخ في الاخذ بالمنهج التقليدي والنفور من
الذين يدعون إلى التجديد والتطوير أن الأزهر في مرحلة من تاريخه المعاصر
أرسل بعوثاَ إلى اوروبة يقبسون من علم الغربيين وطرائقهم في البحث
والدرس، ومضى الزمن وعادت البعوث من فرنسة وألمانية وإنكلترة، وإنتظر
الناس أن ينتقل الأزهر خطوة إلى الأما م، ويقول الدكتور موسى في هذا: " وحق
لهم أن ينتظروا في ثقة واطمئنان، ولكن هاهو الزمن يمر، وهاهو الارهر في
جملته يسير نفس سيرته قبل أن يكون له أعضاء بعثات جمعوا بين ثقافة الشرق
والغرب.
نعم! هاهو الأزهر لا يزال كما نعهد من قبل في مناهجه وطرائق التدريس
فيه، وعدم غنائه في علوم الدنيا والدين، ولماذا؟ لأن المشيخة لم تحب ولا
تحب أن ينتفع الأزهر بمبعوئيه، لأنها لم تحب ولا تحب ان تستعين بهم - كما
تفعل الجامعة ووزارة المعارف - في التوجيه الصحيح في المعاهد والكليات؟
لأنها لم تحب ولا تحب أن تجعل لهم الإشراف على ما يواجه الأزهر هذه الأيام
من الاتصال الشديد بالعالم الإسلامي والعالم الغربي في أوروبة وغير أوروبة.
وبهذا صار للأزهر شكل الجامعة دون ان يكون له حقيقتها مادإم لا يسير
(1) انظر ا لمصدر السابق: 1 2/ 1 3 1.
45

الصفحة 45