كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

على نظم الجامعات، وصار له اعضاء بعثات حازوا اكبر الدرجات العلمية من
الأزهر ومن أوروبة، ولكن لا يحاول أن يفيد منهم، واصبج من العبث إرسال
بعثات أخرى نكلف أعضاءها كثيراَ من الجهد، وتنفق عليهم الأمة كثيراَ من
المال، حتى إذا عادوا تركوا دون الإفادة منهم كإخوان لهم من قبل (1).
9 4 - لقد كان الدكتور موسى أزهرياَ ثائراَ ضد نظام متخلف لا يؤمن بفعل
الزمن ولا يلقي بالاَ إلى كل جديد من الاَراء والأفكار، وكان في ثورته هذه
صريحاَ وشجاعاَ، هاله بعد عودته من فرنسة ومقارنته بين الحيهاة الجامعية
الجادة في السوربون وما يجري في الأزهر من تسيب وإهمال، فكتب مقاله
تحت عنوان (تفريط) (2) استهلها بفوله: "تفريط تحس به حيث تكون، وتحس
به حيث تلتفت حواليك، تفريط من كل طبقة وفريق: طبقة الطلاب وطبقة
الشيوخ والأساتذة، وطبقة السادة رجال الإدارة والرياسة، تفريط من كل هؤلاء
واولئك، إلا من عصم الله وهم قليل نادر، ولولا ذلك لصار الأزهر منذ ازمان
وأزمان تاريخاَ من التاريخ، ولصار يتحدث عنه كما يتحدث عن كائن طالت به
الحيهاة واثر فيها وتاثر بها ثم صار أثراَ بعد عين، وعظة في الحاضر والمستقبل.
ثم تحدث بعد ذلك عن ثلاث مسائل مهمة:
أولها مشكلات الطلاب التي يُضْرِبُؤنَ من أجلها، ولا يجدون من شيوخهم
معاونة لحلها، بل هم يَزْوزُون عنهم؟ خوفاَ من التهمة بتحريك الطلاب، أو أنهم
لا يعرفون كيف يوجهونهم سواء السبيل، ويأخذ على بعض الشيوخ انهم
يستحلون اتخاذ الطلاب الأبرياء وسيلة لقضاء حاجة او حاجات في نفوسهم.
وينتقل من مشكلة الطلاب إلى مشكلة الصراع بين الشيوخ في المعاهد
والكليات، وهو صراع حول الحقوق المادية، ويرى أن هذا الصراع تجاوز
الموضوعية والطريقة المشروعة، فكل فريق يرى كل الوسائل مشروعة مادامت
(1)
(2)
انظر مجلة الرسالة، السنة (18)، العدد (882)، ص 2 0 6.
انظر المصدر السابق، ص 0 0 6.
46

الصفحة 46