كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد
تحقق الغاية، أو تدني منها، وفيما بين هؤلاء وأولئك تضيع كرامة الأزهر،
وتتزلزل سمعته في مصر والعالم الإسلامي كله.
وثالثة الأثافي تتمثل في ا لاضطراب الشديد فيما يتصل بعدم تركز السلطان
وتصريف الأمور في المسؤولين وحدهم بحكم مناصبهم، بل صار نصيب كبير
من هذا إلى غير هؤلاء المسؤولين، فعظمت البلوى وعمت الشكوى.
0 5 - وختم الدكتور مقالته التي كشفت عن مواطن التفريط والتسيب في
شؤون الأزهر، والتي أشارت ايضاَ إلى وسائل العلاج التي ساتي عليها لاحقاَ في
الحديث عن التصور العلمي للإصلاح بقوله: إن الأزهر كما قلت في أول
الحديث تسوده روح التفريط: تفريط من الطلاب في الإخلاص للعلم، وتفريط
من الأساتذة في مد يد العون لهم، وتوجيههم الطريق السوي، وتفريط من
الرؤساء - إلا من عصم الله وهم قليل نادر - في طلب الراي ممن يراه، وفي
الاستماع للنصح حين يتقدم به الثقة الأمين.
ولعل الله يعرفنا ا لباطل با طلاَ فنجتنبه، ويرينا ا لحق حقاَ فنتبعه، وأدعو الله
لأستاذنا الاكبر شيخ الأزهر (1) قابساَ من دعاء للدكتور طه حسين بك لرفعة سرى
باشا حين كإن رثيساَ للوزراء فأقول:
"رزقك الله سداد الراي، والهمك صواب القول، وكتب لك التوفيق في
العمل، وجعل سيرتك عزاء عن سيرة من كان قبلك، ورضا لمن عاش معك،
وقدوة لم جاء بعدك ".
1 5 - وكان من جراء السياسة التي وضع أسسها المستعمِر منذ نحو قرن من
الزمان ان حرم رجال الأزهر وطلابه من حقوفهم المادية التي يتمتع بها سواهم،
(1)
هو الشيخ محمد مامون الشناوي، كان من علماء ا لأزهر ومن رجال الإصلاح،
وقد عين شيخاَ لكلية الشريعة، ثم شيخاَ للأزهر، وتوفي سنة
(9 36 ا هـ/ 0 95 1 م)، ا لأعلام للزركلي.
47