كتاب محمد يوسف موسى الفقيه الفليسوف والمصلح المجدد

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام
على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله الذي بعثه ربه رحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه اجمعين.
وبعد: فقد عرف القرن الرابع عشر الهجري على مستوى العالم الإسلامي
عدداَ كبيراَ من العلماء الأعلام، والمفكرين المصلحين المجددين، الذين
جاهدوا لإخراج الأمة من دياجير التخلف والتبعية الثقافية والحضارية؟ لتكون
بحق خير أمة أخرجت للناس.
والحديث عن هؤلاء الأعلام والتذكير بما قاموا به، وجاهدوا في سبيله
ليست الغاية منه مجرد الاعتراف بالفضل لأهله، دمانما إلى هذا دعوة إلى
الاقتداء بهم، وما احوج شباب الأمة إ لى التأسي بهؤلاء المجددين والمصلحين،
ليكونوا امتداداَ طيباَ لهم، وليظل نبع الخير في الأمة فياضاَ بالعطاء العلمي
النافع.
ومن أولئكم العلماء الأعلام الدكتور محمد يوسف موسى الذي تشهد
آثاره العلمية على ثقافة جامعة، واصالة فكرية، وعقلية تمقت الجمود
والتقليد، وتدعو إ لى الاجتهاد والتجديد. .
لقد آلمه ان يرى الأمة التي بواها الله منزلة القيادة والريادة والشهإدة على
غيرها من الأمم، في هذا الانحطاط الذي سلبها العزة والكرامة، وجعل سراها
يهيمن على مقدراتها، وششغل ثرواتها، ويستهين بحقوقها، فكان في كل ما
ألف وكتب يذكر بوجوب الالتزام الصحيح بتشريعات الإسلام وآدابه، حتى

الصفحة 5