كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب

الكبير دفين فاس بصحبة والده الشيخ محمد علي فأجازَ الاخيرَ بمسند
الإمام أحمد ابن حنبل وقال له الكَتَّاني: حتى هذا الصغير. أي الشيخ
عبد الغني.
أرسل الوالد صغيره إلى معلمة القراَن الكريم للصغار (الخجا)،
فقرأ عندها القرآن الكريم، وتلا من سورة الناس إلى سورة الضحى.
ثم ألحقه والده بالكُتاب، وهو في الخامسة من سنيّ عمره، فقرأ فيه
ختمة كاملة نظراً على الشيخ المقرئ عز الدّين العرقسوسي، احدِ أصدقاء
والد 5، واقيم له حفلُ الختم، ولم يتجاوز عمره سبع سنوات، وتصذَق
والده بربع مجيدي على كل طالب عالم من طَلَبته، فرحاً بابنه.
ثم ألحقه والده بالمدرسة التجارئة بدمشق لصاحبها الشيخ محمود
العقاد رحمه الله تعالى، ولضا لُوحظ نبوغُه ومهارتُه قئد في الصفّ الرابع
مباشرةً، فدرس في هذه المدرسة من الصفّ الرابع إلى الصف التاسع.
تخرجَ من تلك المدرسة عام (928 ام)، وعُمره اثنا عشر عاماً،
ولم يحزْ منها على شهادة؟ لأن هذه المدرسةَ كانت مدرسة خيريّة لا تمنج
شهاداتٍ للطلبة، كما أن شيخنا لم يحصَلْ على شهادة قط بعدها.
وكانت مقروءاته في المدرسة التجارية شاملةً للعلوم الشرعئة
جميعها، فقرأ فيها على الشيخ عبد الوفاب دبس وزيت، والشيخ
عبد الرحمن الخطيب، والشيخ هاشم ا اخطيب، والشيخ حُسني البَغال،
والشيخ واصف الخطيب (1).
وقد بتنْتُ في فقرة (قراءته على الشُيوخ) العلومَ والفنونَ التي قرأها
على كلِّ واحدِ منهم.
(1) غيمة العمر، ص 13 - 14.
10

الصفحة 10