كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب

ثم ترك الدراسةَ برهةَ من الزمن لأسبابِ منها:
- محنة التيجانيّة التي واجهت والدَ 5 في تلك الفترة 0
- القسوة والشذة التي واجهها مع زملائه في المدرسة التجاريّة.
- موب أحد أصدقا ئه في المدرسة غرقاً أثناء رحلة صيفية، فأثّر ذلك
في نفسه.
اتّجه بعد تركه الدراسة إلى ممارسة هواياته في الصيد وركوب
الخيل وال! باحة؟ إذْ كان يخرجُ إلى مزارعَ أُسرته في المِزة ودرايا، فيقضي
فيها وقتاً طويلاً في الصيد حتى مهر فيه واشتُهر به.
غير أن حُئه للعربيّه، وشغفَه بها لم يتركْهُ خارجاً عن نطاقها طويلاً،
فعادَ إليها عندما أهدا 5 صديقُه وأستاذُ 5 الشيخ منير الفقير - رحمه الله تعالى
- كتابَ (في سبيل التاج) لمصطفى لطفي المنفلوطي، فقرأ 5 كفَه في
مجلسِ واحدِ، وكان إعجابُه به كبيراَ، وكان ذلك فاتحةَ خيرِ له، حيث
طَلَبَ من صديقه ان يُوفَرَ له كتبَ المنفلوطيئَ كاملةَ فقرأها، وتأثر بها، ثثم
إنه استخرج الألفاظ الغريبة البعيدة عن الفهم منها، ورتَّبها هجائياَ، ثمّ
استل شرحَها من (القاموس المحيط)، وجعل يحفظها حتى أتمّها، فكان
ذلك ثروة لغوئة له، وعُمُر 5 لم يتجاوز الرابعة عشر.
ثمّ اتجه بعد ذلك لمطالعة كُتُب الأقدمين؟ فقرا (البيان والتبيين)
للجاحط؟ قراءةَ إمعانِ وتدبُّرِ، ولاحطَ الفرقَ بين أسلوبِ الجاحطِ
وأُسلوبِ المنفلوطيئ الذي كان معجباَ به مِن قبلُ حتى خرجَ بنتيجة أدبيّة
نقدئة عن كتابات المنفلوطي، فقالط: "المنفلوطيئ يحئه المتأدِّب، ويُنكرُهُ
ا لأديب ".
ومنذ ذلك الوقت دأبَ الشيخُ على قراءة الأدب الأصيل، وكانت
11

الصفحة 11