كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب

الوافدين إلى دمشق، مما جعل ذكر الشيخ يجري على لسانِ كثيرٍ من
المعجبين به (1).
2 - نبوغُه:
ظهر نبوغ الشيخ مبكراً كما بينتُ في فقرة (مولده ونشأته ((2)، إ ذ
خضَص له والده حلقة إقراء لتدريس النحو، وعُمره نحو خمسة عشر
عاماً0
كما دُعي إلى زيارة مصر من قبل رئيسها اَنذاك، ضمن وفدٍ يمثِّل
علماء الشام عام 956 1 م أي كان عمره أربعين سنة0
وكان الرئيسُ السوري الراحل شكري القوتلي، الذي حكم في
الخمسينيات، يناديه طالباً منه تصحيحاً لغوياً، أو استشارة في ذلك،
لنبوغه في العربئة، على حداثةٍ في سنه، ووجود أعلام في العربية في
عصره 0
وليس أدلً على ذلك من قول الأستاذ الدكتور ناصو الدئن الأسد:
" لا يوجدُ اليومَ أعلمَ منه في العربتة في بلاد الشام ".
ورحم الله الأستاذ الطنطاوي إذ يقول عن ذكرياته في الأدب: "لقد
ورد أنَّ الله يبعثُ لهذه ا لأمة على رأسها كلِّ مئة سنة مَن يجدً دُ لها دينها، أ ي
ينقيه مما علق به من أوضار البدع والمحدثات، حتى يرده إلى اهله كما
نزل الوحي، وبَتنه الرسول الكريم لمجي! - أي يغسلُه كما يغسل الثوب
المستعمل، ويُكوى ويُطيهب حتى يعودَ كالجديد.
كذلك يحيي الله بالرجل الواحد بلداً ميتاً فيه الأدبُ والعلم، ورلث
(1 (
(2)
غنيمة العمر، ص 14 - 16.
ص (9).
13

الصفحة 13