كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب

مال منذ الثالثة عشرة إلى العزلة والخلوة التي دامت سبع سنوات أ و
تزيد، منقطعاَ إلى العلم والعبادة في غرفته، عاكفاَ على التأليف نهاره،
وطرفأ من ليله، مولياَ علم الحديث اهتمامَه؟ فحفظ (الصحيحين) مع
أسانيدهما، وقيل: حفظ الكتب الستة، مع المتون الشعرية المختلفة،
وكان يعفَق على ما يقرا؟ فترك تعليقات على نحو خمسين كتاباً ورسالة
صغيرة، ساعده على ذلك ذكاءٌ فطري، وحافظةٌ عجيبةٌ.
بدأ منذ الخامسة عشرة بإلقاء الدروس على الطلاب، وفي حوالي
الخامسة والعشرين من عمر 5 رحل إلى مصر، والتقى بالشيخ الاشمونيئ،
رفيقِ والده في الطلب، وقصد الشيخ إبراهيم السقا؟ علأمةَ مصر، وشيخَ
الأزهر في وقته، ولعفه اخذ علم الحديث عنه واستجازه.
وفي سنة (98 2 ا هـ) اوكل إليه تدريسُ الحديث الشريف في الجامع
الأموي وذلك في زمن الوالي العثماني (مدحت باشا) تحت قبة النسر،
حيث كان يدزس في هذا المكان اعلم أهل الشام، فافتتج الدرسَ الأؤل
باحتفال حضره اعيانُ العلماء، ورجالُ الدولة، وعلى رأسهم الوالي،
وسواهم، ابتدا الدرسَ بالحديث الأول من صحيج البخاري، فأجاد فيه
حتى بلغ الغاية.
اخذ عنه جُل علماء الشام؟ فكان رحمه الله معلِّماً، ومربياً،
وناصحاً للحكام، ومساعداً للمجاهدين ضد ا لاحتلال ا لأجنبي.
العلأمة الفقيه الأصوليئ النَّظار الشيخ محمد امين سويد:
المولود بدمشق سنة (273 اهـ- 855 ام)، والمتوفى بها سنة
(355 ا هـ= 936 1 م).
وُلد رحمه الله لأسرة تعمل في التجارة والفلاحة، أخذ عن علماء
عصر 5 مثل: الشيخ عبد الغني الغُنيمي الميداني، والشيخ ابي الفرج
18

الصفحة 18