كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب

السورية، تُوء صدَى طئبأ في النفوس، يستمع الناس لإرشاده، وينصتون
لأقوا له.
ونفع اللّه بمدارس الجمعية الغزاء نفعاَ عظيماَ، حتى إن المترجَم
كان يُرسِلُ طّلأَبه المقتدرين إلي القرى السورية والاردنية، وإلى البقاع
وغيرها؟ ليُرشدُوا الناس، ويُرَغَبوا الصغار في طلب العلم، فانهال عليه
التلاميذ من القرى، وخصوصاَ قرى حوران، التي لم تَبْقَ قريةٌ إ لا وأرسلت
إليه من أبنائها أفراداَ؟ تخزَج منهم القضاةُ والمفتون والمدزَسون والخطباء
والوعاظ؟ وهم الذين عَمَروا مساجد دمشق والقرى وغيرها. وتخرّج في
معهد العلوم الشرعية الإسلامية أكثرُ من أربعةِ اَلافِ طالب، كان يُرسِلُ
منهم المئات إلى الجهات المختلفة البعيدة والقريبة، وخاصة في
رمضان؟ يعفَمون الناس، ويُفَقَهونهم في امور دينهم.
كان يومُه حركةً لا تنقطع، وعملاَ لا يهدأ من بيته ليؤم الناس في
صلاة الفجر بمسجد السادات (1) (سوق مدحة باشا) ثم يجلس يذكر اللّه،
ويقرأ أوراده، ويدعو إلى أن تطلع الشمس؟ ومِنْ حولي حلقاتُ العلم
الكثيرة تملأ المسجد والسدة والغُرف، لكل حلقة معلَمُها من طلابه،
يعفمون الفقه والتوحيد والعربية وغيرها، حتى إذا أنهوا جلستهم تلك
خرجوا معه إلى جامع (سنان باشا)؟ ليستمعوا إلى درسه العام في الوعظ،
هكذا كلَ يوم إلا يومي الجمعة والثلاثاء؟ فيكون الدرس في (جامع
السادات) نفسِه.
(1)
مسجد السادات: يقع قرب باب الجابية أول سوق مدحت باشا، كان يسمّى
قديماَ مسجد المسلوت، ثم هُدم فجذد 5 بعض بني القوتلي، وجعل له بابين من
الحجر المِزي اللطيف وقبلية واسعة، وفي الحائط الغربي غرفة فيها أضرحة
الساد ات. ذيل ثمار ا لمقاصد، ص 2 2 2.
22

الصفحة 22