يرجع أصله إلى المغرب؟ نشأ المترجَم في بيت أبيه الموظف في
القضاء، وهو بيتُ علمٍ ودينِ، وعراقة في القضاء والفُتيا، فحفظ متون
الفقه واللغة والأدب، واتصل ببعض رجالات عصره؟ كالشيخ جمال
الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، وكان نتيجة ذلك تفاعل في نفسه
للثقافتين الدينية واللغوية مع نزعة إلى الإصلاح والتجديد، وثورة على
القديم البالي، ونهج نهجاً في التعليم وا لإرشاد وا لإصلاح.
انتقد سوءَ الإدارة وفساد المجتمع حتى ضاقت عليه بلده، فرحل
عنها إلى مصر سنة (323 ا هـ- 5 90 ام)، وفيها أخذ يكتب في الصحف،
استطاعٍ بعدها ان يصبجَ كاتباًاجتماعياً معروفاً في زمن قصير، ويكتب
خاصة في جريدة المؤيّد، منادياَ بالإصلاح الاجتماعي، والديني،
واللغوي.
عاد المترجم إلى طرابلس الشام فأصدر جريدة (البرهان)، وكان
العدد الأؤل منها مؤرّخاً في 22 كانون الأول / 1 91 1 م.
اشترك مع الأمير شكيب أرسلان، وعبد العزيز جاويش، في
تأسيس كلية دار الفنون في المدينة المنورة. كما دُعِي عام (946 ام)
للتدريس في الكلية الشرعية التي قامت في الكلئة الصلاحئة بالقدس،
فدرّس فيها مادة البلاغة، وبقي فيها حتى (8 كانون ا لأ ول / 47 9 1 م).
وكان في سنة (338 ا هـ- 9 1 9 1 م) عضواً بارزاَ من أعضاء المجمع
العلمي العربي المؤلسِّسين، فشارك بنصيب وافر في ترجمة المصطلحات
او وَصْفها أو إقرارها، وصار لا يرضى عن التعريب إ لا بالشرائط التي تحفظ
للغة سلامتها ورونقها، ثمِ كان عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة،
وعضواً بمجمع بغداد، وآلتْ إليه رئاسة مجمع دمشق من عام 943 1 م إلى
أن توقفت اعماله بسبب قلة ا لاعتمادات في موازنة المجمع.
26