كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب

السنانية، وجامع السادات، والتكية السليمانية (1)، وغيرها، وكانت له
حلقات في الجامع الأموي في شهر رمضان.
تولى الخطابة، واستمر بها نحو أربعين سنة، فكان خطيباً يرهف
المشاعر، ويستدرُّ الدموع، فيستاًثر بالسامعين؟ لانَ كلماته تدخل
القلوبَ فتملكها.
ولما قامت الثورة السورية خرج مع الثوار، ورافق الشيخ محمداً
الأشمر، وانضثمَ معه جماعةٌ من طلاب الشيخ علي الدقر وغيرهم، وكان
يحملُ السلاح من مسجد إلى مسجد، ومن حيٍّ إلى حيّ يقاتل المحتل
الفرنسيِ، يتردد بين دمشق وغوطتها. ثم التجأ إلى الأردن مع بعض الثوار
عندما ضعُفَتْ شوكةُ الثورة، وبقي هناك نحو سنتين، وكان يقوم بواجبه
في التعليم والتوعية والإرشعاد، ويجبي المال من تجار الأردن لرفد الثوار
بدمشق، وبقي كذلك إلى أن رجع إلى دمشق حينما هدأتْ الثورة.
أشَس الشيخ (جمعية التوجيه الإسلامي) التي أخذت على عاتقها
نشر العلوم الإسلامئة، وتخريج الدعاة من حملة الشهادات الشرعيّة، إلى
جانب قيامها بالمهام الاجتماعية، ثم تمخض عنها إنشاء (معهد التوجيه
الإسلامي) في جامع منجك، الذي استقل بعد ذلك في بناء خاص.
(1)
بعد ذلك، وجُاد عدة مرات، ويرى بعض الكثاب أنه ما يزال إلى ا ليوم أكبر مسجد
في دمشق بعد الجامع الأموي. خطط دمشق، ص 0 1 3.
جامع التكية السليمانية: بُنيت التكية سنة 962 هبين نهري بردى وبانيإس في
شرفي المرج الأخضو مكان الفصر الأبلق، وكان القصد الرئيس فيها إيواء
الطلبة الغرباء، هايجاد مكاناَ فسيحاَ يستقز فيه الحجاج ا لأتراك، وهي تُعدُ اليوم
من أجمل الاَثار العثمانية الباقية، وزينة دمشق في مدخلها الغربي. خطط
دمشق، ص 313.
33

الصفحة 33