أسهم في تأسيس (رابطة العلماء بدمشق)، وكان امينها العام، ثم
صار رئيسها بعد وفاة الشيخ مكي الكَتاني، كما انتخب عضواً للمجلس
التأسيسي لرابطة العالم الإسلافي في مكة المكرمة، وكان يحضر جلساته
كل سنة، ويحرص عليها، ويشارك أعضاء المجلس بمشورته واَرائه.
خزَج من تلاميذه علماء، ارتفع ذكرهم، منهم شفيفه الشيخ صادق
حبنكة، وابنه الشيخ عبد الرحمن حبنكة، والشيخ حسين خطاب شيخ
القراء بالشام رحمه الله، والشيخ محمد كريم راجج شيخ القراء بالشام
الان، والدكتور مصطفى الخن، والدكتور محمد مصطفى البغا،
والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
استطاع ان يُبرز معالي الإباء والشمم على الأرض، وبقي مرفوع
الرأس لاينحني، فكان نموذجاً عالياً للأخلاق الرفيعة والصفات السامئة،
متمسكاً بطريقة السلف، على هدي الربانيين المبتعدين عن زخارف الدنيا،
الزاهدين فيها، الذين يقرنون القولَ بالعمل، مهيبَ الطلعة، إذا رؤيَ وقع
في قلب المرء أنه سلطانُ العلماء؟ يبذل جهوده لرفع شأن الدين، ويعلن
الحق بصراحة.
قال الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله عند وفاته: " قد حُرِمَ العالم
الإسلامي بوفاته عَلَماً من أعلام العلم والروحانية، فَقَدَ فيه رجلاً كبيراً
لا ينساه التاريخ المعاصر، ويُسجّل آثاره بمداد النور، ويخلِّد ذكره في
سجلّ الخالدين العلماء الأبرار والصالحين الاخيار رضوان اللّه عليهم
أجمعين " (1)
(1)
تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري: 3/ 397، وقد أفرد ولده
الثخ عبد الرحمن سيرته في مجلد كبير طبع مؤخراَ.
34