كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة

إنَ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالئه
من شرور انفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومَن يُضلِلْ
فلا هاديَ له.
اما بعد: فإن علم الرجال والعناية بتراجمهم خصيصةٌ تميزت به
هذه الأفة عن غيرها، كان دافعُها صونَ هذا الدين عن انتحال المبطلين،
وتحريف الغالين، وتأويل الجاهلين.
وتوشَع التصنيفُ في هذا العلم من تصنيف كتب الطبقات، والجرح
والتعديل، إلى إفراد رجالِ كل فن بمصئف، كما افردوا رجال كل قرنِ
على حِدَة، بل افردوا رجالَ كل بلدة اشتهر فيها العلم بمؤلَّف.
ولم يكتفوا بذلك، بل فاخر المسلمون بإفراد ترجمة عَلَمٍ من
أعلامهم في كتاب مخصوص.
وفي القرن الماضي ظهرت سلاسلُ كثيرة في تراجم الأعلام، كان
لها الأثرُ الطيهب في تنشئة الناس على سير سلفهم الصالح، والتعريف
بأخبارهم واحوالهم.
غير ان التصنيفَ في المعاصرين الأعلام لم يُعطَ ا لاهتمام الكافي في
هذه الكتب والسلاسل، فضلاَ عن انَ إهمال التأريخ لهم سيجعلُ في

الصفحة 5