كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب

هيبة الخلفاء، لا ينظر أحدٌ إليه إلا أسقط في يد 5، وكانوا ربّما امتنعوا عن
سؤاله هيبةَ له، فقد أعطى شرعَ الله سلطاناَ أخضع له الناس جميعاَ حتى
ا لأمراء والخلفاء والعلماء.
بدأ المؤلف كتابه بدراسة عن عصر الإمام مالك الذي عاش نحواَ
من سبع وثمانين سنة، وكان منها في العصر الأموي نحو أربعين سنة،
ومنها في العصر العباسي الأؤل نحو سبع وأربعين سنة، فعَرَض للناحية
السياسية وأحوالها، والعلوم الشرعية من حديث، وفقه، وعلوم العربية،
والفلسفة، والثقافات الأخرى المترجمة عن اليونانية فى الطب
والرياضيات، والنجوم، والفلسفة.
ثم شرع في الكلام عن مولده، ونسبه، وأُسرته: أفه، وأبيه،
وجده، وأبي جده، وأعمامه، وإخوته، وأبنا ئه.
ثم بيق صفاته وأموره الخاصة؟ من حيث حِلْيتُه، وملبسُه،
وخاتمه، ومركوبه، ومنزله، وطعامه، وشرابه، وخُلقُه مع أهله، وعملُه
في دنياه.
ولما كانت المدبنةُ المنؤرة موئلَ علمِ مالك رحمه اللّه فقد مهَّد
المؤلف بذكر فضلها، ثم علم أهلها، ودز على ذلك بالشواهد من أقوال
الصحابة والسلف الصالج؟ فقد قال زيد بن ثابت: "إذا رأيتَ أهل المدينة
على شيءِ فاعلم أته السنة ".
وقال الشافعي: اما أُصول اهل المدينة فليس فيها حيلة من
صحتها، وقال: إذا جاوز الحديثُ الحرمَين ضعُفَ نخاعُه.
ثم ابتدا بذكر البداءة الأولى في طلبه العلم، ثم ابتداء ظهوره
وجلوسه للرواية والفتوى، ثم وصف مجلسه في المسجد النبوفي الشريف
فقال: قال مصعب: كان يجلس مالك عند نافع مولى ابن عمر في الروضة
77

الصفحة 77