كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب
حياة نافع وبعد موته، ثم كان مكانُه في المسجد مكان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه، وهو المكان الذي يُوضع فيه فراش رسول اللّه عتير إذا اعتكف.
وفي (طبقات ابن سعد): كان يجلس مالك في مجلس رسول الله -يَختَ
تجاه خَوْخَة عمر بين القبر والمنبر (1).
ثم أعطى المؤلف لمحةً عن تاريخ بدء تدوين الحديث، إلى أ ن
وصل إلى عهد مالك، ووصف منزلته في تصنيف الحديث. وعقد فصلاً
عن مالك المحدث مهَد له بجهد الإمام لتلقف الحديث والسئة والفقه عن
العلماء، وذكر في فقرة شيوخه أنه أدرك منهم ما لم يدركْه احدٌ بعده؟ فقد
أدرك من التابعين نفراً كثيراَ، وادرك من تابعيهم نفراً أكثر. . فكان مَن أخذ
الإمام عنهم تسع مئة شيخ: ثلاث مئة من التابعين، وست مئة من تابعيهم.
وكان من كبار شيوخه: ابن هرمز، وربيعة الراي، ونافع، وابن شهاب
الزهري.
ثم تكفم عن الحفظِ عند مالك وحرصه على الحديث، وبيان إمامته
في الرواية وعدالته وتوثيقه، وإن كان مثلُه لا يحتاجُ إلى ذلك، ثم بئن ائه
أول مَن تكفم في غريب لغة الحديث، وعرض بعض المصطلحات
الشائعة بين المحدثين في تحفل الحديث، ثم وصف مجلسه في التحديث
وما يرافقه من هيبة ووقار وجلال.
ثم شرع المؤلف بالكلام على كتابه (الموطأ) ومعناه اللغوي،
وإنجازه، والثناء عليه، ورواته، وشيوخه فيه، ومرتبة الموطأ من كتب
الحديث، وما فيه من المسند الصحيج والمرسل والبلاغ وغير ذلك،
والأحاديث الغريبة عنه والمرسلة، وكاتبه القارى في مجلسه، وتقدير
(1) الإمام مالك بن أنس للدقر، ص 1 5 - 52.
78
الصفحة 78
104