كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب
لمّ بثن علمَ أحمد، وإمامَتَه في اللغة، وشهادة شيخه الشافعي له
بذلك؟ حتى إن الإمام أحمد قال: كتبتُ من العربثة اكثر مما كتب أبو عمرو
ابن العلاء (1). +.
ثم عَزَج على ذكر شيوخ الإمام في الحديث والفقه، وتلاميذه،
واصحابه الذين نقلوا فقهه ورووا عنه، ومَن روى عنه الحديث، إضافة
إلى مناظراته، ومذاكراته.
وأما قراءة الإمام أحمد، فقد قرأ برواية عاصم، وأبي عمرو بن
العلاء، ونافع أح! ث القزَاء إليه، وذكر المؤلف شيوخه في القراءة، ورأيه
في قراءة حمزة بن حبيب، وبئن طريقة أدائه للقران.
والفصلُ المهئمُ الذي تمثز به هذا الكتاب، هو المعنون ب (عقيدة
الإمام احمد) الذي جاء في نحو أربعين صحيفة، بئن فيه رأيه في علم
الكلام، وقوله في الصّفات، والاستواء، وكلام اللّه، وعلمه، وقدرته،
وغضبه، وإرادته، وقضائه وقدره، والنظر والاستدلال، ومرتكب
الكبيرة، والتوبة، ورؤية الله في الآخرة، ورأيه في التولد وتوقيت الأجل،
وتجويزه الكرامة، والخلافة، والأفضل من الصحابة، والإمساك عمّا
شجر بينهم، وان الأشعرفيَ يقول بما يقول به الإمام احمد، ويخالف ما
يخالفه، واته وافق في اكثر ماقاله احمد، وقد قال الحافظ ابن عساكر:
"وتبئنوا فضل ابي الحسن الأشعري واعرفوا إنصافه، واسمعوا وصفه
لأحمد - اي ابن حنبل - بالفضل واعترافه، لتعلموا أئهما كانا في الاعتقاد
متفقَيْن، وفي اصول الدين ومذهب السنّة غير مفترقَيْن، ولم تزلِ الحنابلةُ
ببغداد في قديم الدهر على ممر الأوقات تعتضد بالأشعرية على اصحاب
(1) المصدر السابق، ص 78، نقلأ عن (طبقات الحنابلة)، ص 7 - 8.
84
الصفحة 84
104