كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب
17 - سُفيان بن عُيينة
شيخ شيوخ مكَة مْي عصره
7 0 1 - 198 هـ
كان سفيان رحمه الله من طبقة أتباع التابعين؟ إذ عن طريق تلاميذ
ابن عيينة انتشر الحديث في العالم، خصوصعاًالمكثرين منهم:
كالحُميدي، والثافعي، وابن المَديني، وأحمد.
أما الإمام الثافعي فقد انصرف إلى اجتهاده، ومع ذلك فقد روى
عنه الكثيو، والإمام الثافعي رحمه الله جَمَع بالرواية بين مالك وسفيان،
وهكذا انتشر الحديث من هذا الطريق، وهي من أغزر طُرُق الرواية؟
فكثيواً ما يروي البخاري عن عليّ بن المديني عن ابن عُيينة، أو عن
الحميدفي عن ابن عُيينة، وطريق أمثال هؤلاء عالية، والمحدثون
حريصون جداً على الإسناد العالي، فإن سفيان بن عُيينة روى عن نحو
ثمانين من التابعين، أي ليس بينه وبين الصحابي إلا شخص واحد، فهو
بهذا جديرٌ أن تكون سلسلته عن التابعين هي السلسلة الذهبية.
بدأ المؤلّف كتابه بلمحة عن عصر سفيان، المولود سنة 07 ا هـ،
والمتوفى سنة 98 ا هـ، من حيث العلوم المتوافرة فيه: الفقه، والعربيّة،
ونشوء التصوف، وحركة الترجمة، وبين انّ هذا العصر يُعدُ أقوى العصور
سياسةً وأحسنُها علماً واجتهاداً، وأطيبها دِيناً وخُلُقاً بعد عصر الصحابة
والتابعين.
87
الصفحة 87
104