خُلقتْ إلى اليوم منثورة بلسان ابن المقفع والجاحظ والتوحيدي وابن العميد
وغير هؤلاء من اليراع مسجوعة بتطريز الهمذاني والحريري وغيرهما من عشاق
المقامات ومنظومة ببيان بشار وابي النواس وأبي تمام والبحتري وابن الرومي
والمتنبي والمعري. . .!.
وفي الأندلس نشأ في الشعر العربي الموشحات والزجل وغيرهما،
وانبسطت فيه اوصاف الطبيعة والعمارة وفنون الغزل ومطارحات الخمرة، وكان
هذا الأدب الحديث يمضي وراء العرب في الشرق، مضي الولد خلف أبيه (ابن
خفاجة نموذجاً).
يرى المحاسني أن أغراض الشعر القديم لاتزال في ا لشعر ا لحديث، ولولا
ترك الوقوف على الدمن الخوالي، وعدم الوقوف بأبواب الأمراء والتكسب
بالشعر لقال بإنكار الشعر العصري ولعد شعراءه من بقية العباسيين أو ممن
بعدهم، وهناك اغراض جديدة في شعر المعاصرين ما عرفها السابقون كا لشعر
الاجتماعي لحافظ والشعر التمثيلي لشوقي.
"وقد بدرت بعد الحرب الآفلة بوادر جديدة في الشعر العربي الحديث
كان فيها لتمازج الثقافة اللاتينية وغيرها بالعربية أثر لطيف، ا لا أن هذا ا لأثر كاد
يمحو من جمال القديم بسوء ا لاقتباس، فظهر في الشعر المستحدث ركة إسفاف
فادنت هذه الظاهرة بانحطاط الشعر العربي المعاصر، مما حمل رعاة ا لأدب على
الاحتفاء بالشعراء المحافظين على المواضي الشعرية ممن لا تأخذهم في نظمهم
رطانة ولا عجمة، وقامت حرب أدبية بين أنصار القديم والحديث لا تزال نارها
مستعرة إلى اليوم ".
كلمات عن الكتاب:
لم يعتمد الكتاب على تقديم أحد له، ويبدو أن المؤلف اختار أن يجعل
كتابه يقدم نفسه بنفسه دون وساطة.
ويعتبر الكتاب شاملاً حيث إنه لم يشمل الشعر فقط بل كل الأجناس
101