كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

كل الجهات فعصت لغة قريش ارجاء العرب جميعاً وجعلت تشيع في كل مظاهر
التعبير، فوجدناها من سرفات الشعر في الإسلام ومنسابة في لغة المحادثة
ودارجة في مجالس الأدب، وحين جاء العصر العباسي الأول وظهر الشعر
مجموعاً في دواوين املاها الرواة والجامعون واللغويون كما يحذثنا بذلك
صاحب (الفهرست) وغيره، فنجد عالماً قرشياً يطلع علينا في لغته المنبثقة في
كل نواحي العبارة، دماذا لهجات العرب وسائر لغاتها تنحسر لتطل في بطون
الكتب اثاراً، ويظل منها القليل شائعاً على اطراف الألسنة، وهو لم يثبت على
توالي الزمان أن أتى عليه الترك والإهمال وبات تاريخاً لغوياً ضاع أصحابه بين
سمع الأرض وبصرها، وإذا لغة قريش تملأ الدنيا ولاتزال تملأها، وما نحن
اليوم بمتكلمين إ لا لغة قريش ".
جمو! مي!
107

الصفحة 107