سارة المتهخدة (1)
كَمْ سَألتُ النشورَ كيفَ يحينُ
أنا اوصيتُ أن أبيتَ على قربك
سفحُ قيسونَ يحتويكِ ومَنْ لي
يومَ يغدو مثلَ الهباءِ نثيراَ
كيفَ ألقاكِ ساعةَ الحشرِ؟ أتانَ
أنتِ سَبَحْتِ في الضَباحِ وفي التَن
وهديلُ الحمامِ في طلعةِ الف!
ملءُ سمعي وطيئُ روحي اناجيكِ
كانَ لي باسمِكِ السرورُ ولفا
دَأبُكِ الضَمْتُ لا تردينَ يا صورةَ
يا غذاءَ الأشواقِ في كل يومِ
ما شَبعْنَا من الحياةِ ولا اللقيا
كُنْتُ أَلقاكِ في السماءِ وفي الأر
ومعَ الزَيحِ إذ يَنُوحُ بمَسْرَاها
كتراتيلِ ماريا او كأذكارِ ذوي
أنا جَشَدْتُها يدي من يديها
واستدارتْ على السؤالِ الظنونُ
في ضجعةِ ثراها حنونُ
ببقاءِ الجبالِ حيثُ تكونُ
حينما جُن في الوجودِ الجُنونُ
على زَحمةِ المَصيرِ العُيونُ
! بعمر قد باكَرَتْه المنونُ
! رِ على صوتكِ الحبيبِ أنينُ
وتحويكِ في خيالي الجفونُ
غبتِ غاضتْ أسبابُه والمَعِينُ
أمي والوجهُ منكِ حَزينُ
انسَ ليلي وحَسْرَتي واللحونُ
أَمِنْ اولِ الطَريقِ نبينُ
ضِ وفي البحرِ حيثُ تَهْوِي ال! فينُ
رسيسٌ ينتابُنِي مَحْزُونُ
الصوفِ حين يعلو الرنينُ
وبعيني من عينِها تكوينُ
(1) سارة هي أم الدكتور زكي المحاسني، توفيت بدمشق سنة 933 ام، وكان
لايزال في الثانية والعشرين من عمره، ونشرت القصيدة في مجلة (الاديب)
ببيروت.
109