كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

الصادقة جعلها رثاء لأمه وأمي معاً. وعندم! أفزعتني انكشاريات الحياة،
فكسرتُ القلم، وجفوت المحابر والأوراق، وخه إليئ قصيدة كان مما قاله
فيها:
حُكْمُ أَقْدَارِنَا بأئا شُمُوعٌ لا نُحَاوِلُ إطفاءَها نَحْنُ قَسْرا
وعندم! قزرتُ الهجرة النهائية ودَعني بقصيدةٍ مفعمة بالحسرات. وعندم!
اكتشفتُ أنني كنت في هجرتي كالمستجير من الرمضاء بالنار، فعدت بخفي
حنين، وخه المحاسني إليئ قصيدة جديدة اُورد أبياتاً منها بوصفها نموذجاً من
شعره حيث قال:
عَادَ الهَزَارُ إلى مَرَابِعِه فَقُلِ ال! لامُ على سَوَاجِعِهِ
قَدْ كُنْتُ شَط النّيْلِ أُنْشِدُه شِعْري، وأَمْرَحُ في مَرَابِعِه
وعإد يحئيني بقصيدة أخرى قال فيها:
خَلِيْلِي، لك القلبُ الذي أنتَ أَهلُهُ ولو سَاءَتِ الدُنْيا تدزُ مناهِلُه
أُفديك بالعينِ التي هي ناظِري وبالمَالِ لو لانَتْ لديَّ مَبَاذِلُه
ولكن نفساً بين جنبيْكَ كالتي طوى (المتنبي) مثلَها وغوائِلُه
ونَصْبِرُ للبَلْوى ولا بذَ من غدٍ سيُدْرِكُنا فيه من السَّعْدِ عَاجلُه
(فلان) لأنْتَ الطَوْدُ ليسَ تَنالُه زعَإرخُ مهما اشتدَ في الرِّيجِ شاَملُه
وقد أصابَ الدكتور عبد السلام العجيلي في تصويره للمحاسني حيث
قال: "لم تجمعنا صداقة حميمة، ولا علاقة معلّم بتلميذ 5. كان أفتى من ا ن
يكون من أساتذتي، وأسن من أن أكون من لداته. ومع ذلك كنتُ أحسّ بقربه من
القلب كأعزّ الأصدقاء، لأنَّ نفسه كانت في براءة الأطفال، وأي إنسافي يقدر على
أن لا يكون صديقاً لطفل، وإن كان ذلك الطفل كبيراً؟ وكنت كذلك أراه خليقاً
بأن يكون واحداً من أساتذتي، وإنْ لم أجلس أمإمه على مقاعد الدرس. أليس
هو من الطبقة التي انفتحت على العالم المعاصر، عإلم الغرب بآدابه الثرية
وحياته المُغرية، ومع ذلك لم تأسرها مفاتن ذلك العالم، بل ظلَت وثيقة
11

الصفحة 11