كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

فقالوا: تعالَ انظز إليهِ مُمَدداً
وسادَتُهُ قَبْرٌ لدى ظِل نَخْلةٍ
فقالَ: أقامَ العدلَ صاحبُ أمرِكُمْ
ومر بليلٍ فاحميئ مُوَسوِس
تناغَتْ بها غَيدَاءُ في لوعةِ الهَوَى
أيُمسي فتًى مِنْ دأبِهِ الجَهْلُ والخَنَا
إلى البصرةِ المَنْفَى فما مِنْ جَريرةٍ
بقَيلُولةٍ ما نَامَ فيها مُحاذِرُ
وليسَ عليهِ مِنْ حَريير دَواثِرُ
فنامَ، وقدْ نامتْ لَديهِ الكَواسِرُ
وأسمعَ أشعاراً لظاها المشاعِرُ
بِنَصرِ بنِ حجاجٍ وفيهِ الأواصرُ
وتسقُطُ في احبُولتَيْهِ الزواهرُ؟
أمزُ إذا عِرْضٌ تولأَهُ فاجِرُ
أيا عُمَرَ الأعمارِ عَدْلُكَ واحِدٌ
وبابنِكَ في الذنب المُقارِف شإهِدٌ
أقمتَ عليهِ الحًدَ لا حدَه انثنى
ووافاكَ صُعْلُوكٌ تهتمَ شِدْقُهُ
فقلتَ: قِفا جنباً لجنْبٍ ففِدْيةٌ
تكئرَ عنها عِزةً بماث!
وغادرَ للزُومِ العداةِ بجَمْعِهِ
وباتَ بقسطنطينةٍ يَكْرَعُ الزَدَى
إلى أنْ اتى مِنْ صَوب (ح! انَ) نَحْوَهُ
فحن إلى البطحَاءَِ وانْهالَ نادِماً
! برَ ساوا 5 البُغاةُ الأصاغِرُ
عليكَ بأنَ العَدْلَ فيكَ مُفَاخِرُ
لِقُربَى ولا حثتْ عليهِ الزواجرُ
وضَارِبهُ المُختالُ عاتِ وآمَرُ
قِصاصٌ بضربِ مثلُه أو معاذِرُ
(جُبَيلةُ) واستشرى عليكَ يُؤامِرُ
فيا خِشَةَ الخَؤَانِ يومَ يُغَادرُ
مع الكأسِ خُسْراناً وظل يقامِرُ
نجيئٌ يُدَا نيِ عودَ 5 ويحاوِرُ
ومِنْ دَمْعِهِ فاضتْ عليها الهوامِرُ
ويا قولة هزتْ عُروشاَ وامةً
غدتْ شِرعةَ الا 2ثيا على الحق والفِدَا
تقولُ: متى استعبدْتُمُ الناسَ ويلكُم
أتيتَ بِهَا والقَوْلُ مِنْ فِيْكَ اَسِرُ
يُرَددُها فينا خطيبٌ وشاعِرُ
وقد وَلَدَتْهُم للإخَاءِ الحرائِرُ"
!! م
118

الصفحة 118