كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

واصواتٌ بتكبيرِ تعالى
وللإيمانِ سِزُ هدَى ونصرِ
يسوِقُ الجحفلَ الجزَارَ قدماَ
كأنَي ناظرٌ رُمْحاَ بصَدْرِ
وفي يدِ 5 الحسامُ يطيحُ رأساَ
أراويةُ الزمانِ الا أعيدي
على الأردن نهرٌ مِنْ تميم
أصيري الحادثات رواةَ دهرِ
أرى (اليرموكَ) نهراَ ليس يَجْرِي
تجقَعَ حولَ ضفتِهِ زحولت
و (هندٌ بنتُ عتبةَ) في رعيلِ
اتَتْ للحربِ في درعِ وسيفِ
ورفقَتُها نساءٌ عابداتٌ
بأيديها الحجارةُ ماثلاتٌ
إذا فزَ الجبانُ ردَدْنَ فيه
وبنتُ (الحارِثِ بنِ هشامِ) كانَتْ
وقد برزَ الحِسَانُ مزغرداتِ
وغنينَ القتال على البَوادي
أ (أئمُ حكيمَ) عادتْ بالعوادي
ذكرتُ بكِ الفوارسَ منْ قريشِ
تزاحمُ للطَعانِ وللتَلاقي
وراحَ (هِرَقْلُ) يسألْ قبلَ حَرْبِ
فقيلَ لهُ همُ قومٌ أباةٌ
إذا كزُوا حسِبْتَ الأرضَ تهوي
! انْ يَدْعُ المؤذِّنُ في صلاةِ
22
تضاعفُه الجبالُ مدى الردودِ
فلم يحفَلْ بجَئارِ عنيدِ
إلى الجنًاتِ في الحَتْفِ الزَغيدِ
يجرِّرُهُ طعِيْنٌ كالفهودِ
كأن دماءَ5 دَفْقُ الضَديدِ
بسمعِ الدَهرِ معركةَ الأسودِ
يتيهُ بطارفِ بعدَ التليدِ
وقُضي الحربَ في اليومِ المجيدِ
سِوى بدمِ مِنَ الجيشِ الطَريدِ
من الرومانِ تدلفُ بالحديدِ
منَ الأبطالِ مقبلة بغيدِ
لتحتضنَ المنثةَ في المهودِ
حضرْنَ بلا دروعِ او زرودِ
لتضربَ في الجبا 5 وفي الخُدودِ
شُجاعاَ او كشيطانِ مَريدِ
لخلأتِ الوقيعةِ كالسدودِ
يهجْنَ الجيشَ للنصرِ الوطيدِ
ينابيعَ الدموعِ بلا سدودِ
فكيفَ هجرْتِ حاليةَ الشُعودِ
ومن اوسِ وخزرجَ في حشودِ
وجيشُ الزُومِ بالعر المشيدِ
عن العرباءِ في الوصفِ المُفِيْدِ
بواحدِهم مقارعةُ العديدِ
وإنْ بَرزوا فحتْفٌ في صعودِ
أراحوا الحَرْبَ للخصمِ العنيدِ

الصفحة 122