كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

نهلتَ (ابا عبيدةَ) من جنانِ
فقُدْتَ عرمرماً يجرِي ألوفاً
تلقاهم (هرقلُ) بضعفِ ضعفٍ
على (اليرموك) حمحمةُ الشَرايا
ولحنُ الحربِ في بوقِ وقَرْعٍ
رايتُ (الأشعثَ بن القَيْسِ) يجري
فيا ساحاَ على (اليرموكِ) قُولي
إذا خَذِرَتْ بنا الأعصابُ يوماَ
تعاقبَتِ الحروبُ على فتوكر
أ (خالدُ) كنتَ إمداداً ورِفدا
ولمَا أنْ حللتَ غلا وأرغَى
خطبْتَ فهجتَ كل دمٍ وسيفٍ
وحمحصَتِ العتاقُ الذُهْمُ سمعاً
وعئأتَ الجيوشَ بخيرِ حِذْقِ
فخاضَ بها (ابنُ وقاصٍ) بِزَأرٍ
أ (عكرمةٌ معَ القَعْقَاعِ) هبَا
أراجيزٌ كموسيقى حروبٍ
تردَدُهَا (بحورانٍ) جبالٌ
وجَذَ الطَعْنُ في وَهْمِ المنايا
وث! مهُمْ إفٌ ذو نبيئ
وجالَتْ نسوةٌ كُن الشوادِي
وكانَتْ وقعةً جلتْ وعزتْ
تردى (ال! رومُ) فيها في فِجاجِ
على (هركول) منها ذكُ دَهْرٍ
ووافت (خالدا، والحربُ تُزْجِي
صبوتَ لها على طَيْفِ الخلودِ
يصيجُ لدى الفِدَا: يا نَفْسُ جودي
وما شِرْكٌ كإيمانِ سديدِ
بموسيقى الملاحِمِ كالزُعودِ
تلفَسَ من بزنطةَ كل جيدِ
بملجمةِ تتيهُ على المُجُودِ
ووصفُكِ في مغازينَا أعيدي
وجدنَا العزمَ يحيا منْ جديدِ
لقدْ نُسِجَتْ بداميةِ البرودِ
لجيشِ في الشاَمِ بلا سنودِ
وصلصلت الزمازمَ في ابخودِ
وأخرِجتَ القُلوبِ منَ الجلودِ
ولو فهِمَتْ لَرِيْعَتْ من كَدِيْدِ
كراديساً تزاحِمُ في مزيدِ
يطاعِنُ كل روميئً جليدِ
بوقادٍ منَ الزَجَزِ العتيدِ
تزجُ الضَدْرَ في قَرْعٍ شديدِ
على (واقوصةِ) الوادي المُبيدِ
فبايعَ مسلموها بالوريدِ
أتاهُ الئصرُ في غيرِ الصدودِ
وكُن بلاسِماً فوقَ الضمودِ
بِنَصْرِ اللهِ في يومِ الوعودِ
وراحُوا خاسئين بكل بيدِ
يرافِقُهُ إلى نشرِ اللحودِ
ألوكةُ عزلهِ يومَ الصمودِ

الصفحة 123