كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

3 - اب بالألفاظ
اللعب صفة من صفات الإنسان المرح تولد معه، وتكاد تكون من غرائزه
المقومة لنشأته، ويشاركه ا لحيوان باللعب، وأكثر ا لحيوان لعباَ ا لقرود وا لسنا نير،
وقد يكون اللعب بريئاً كالذي يبدو من الأطفال بعد أن يدرجو! من المهود.
وقد يلعب الكبار، وعرف تاريخ الإنسان لعب الكبار في الجاهلية
والإسلام وفي تاريخ كل أمة، وكان هذا اللعب فيها قمإراَ وعبثاً، وفيه ما يجدد
همم أصحابه كاللعب الرياضي وكيف تم أمر 5 بشأن من ليسوا صغاراَ فإنه مُذْهِبٌ
للوقار ومسقط للمروءة.
ويلعب الفكر ويلعب القلم، وما يأتيان في هذا السبيل قد يُحمد وقد
يكون مصاحباَ له الذم، واللعب بالألفاظ مقيت، تنفر منه الاذوالتى السليمة في
التعبير وفي حياة البيان.
ولم يكن هذا اللعب محبباَ إلى النثر والشعر في أطوارهما من إلادب
العربي القديم حتى جاء القرن الرابع للهجرة، فأخذ اللعب بالألفاظ سبيله إلى
البيان العربي وفن التعبير، حتى أطلق على النثر الذي يتلعَبُ فيه أصحابه وعلى
الشعر المصنوع الصناعة اللفظية.
والقيام بدراسة مطولة لتطور النثر والشعر في أدبنا العربي القديم والحديث
وأثر ا للفظ فيهما يدعو إلى تشعب ا لمناحي بما لا ينا له مقا ل، وإ نما ينبغي أن يُفرد له
كتاب لان هذ 5 الدراسة لا تجدي إذا كانت مجردة لوجه الفن وحده، وإنما هي
ذات صلة بتاريخ الأمة ذاتها، فحين تكون الأمة في صولة مجدها وقدرتها
135

الصفحة 135