كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

ان صار الإمامَ الفيلسوف الخالد، ولأذكرنه وقد استبهمت عليه وجو 5 المسائل،
فقد كان كالقديسين الذين تدهمهم الكوارث فيلجؤون إلى الله؟ كان يدخل
المسجد الجامع فيصلي، ويستجير ربه ان يفتح عليه في فهم المغاليق؟ وتسهيل
المعاسير. فإذا خرج من مصلا 5، وجاء بيته وقد مر الليل، ادنى سراجه من
كتابه؟ وعلق عليه يتفرس فيه؟ ويقرا؟ لْم يبدي ويعيد. وتأخذ 5 سِنة من النوم؟
فيهب إلى الشراب المنبه الذي اعد 5 من قبل أن يكون اطمث عصر 5. فإذا كرع منه
جُرعة أو جرعتين، ازداد قوة وانتباهاً، فعاد إلى مسامرة الكتاب: وكان لابذَ له
من غِرارِ نوم، فإذا رنق الكرى على جفنه وكُتبُه منطرحة من حول مرقده؟ رفت
الأحلام عليه كطفل بريء، لقد كان يقول: ومهما اخذني أدنى نوم حلمت بتلك
المسائل بأعيانها حتى إن كثيراً من المسائل اتضج لي وجوهها في المنام.
وويح (أرسطو)؟ لقد أجهده منه البلاء. لم يكن الحسين بن سينا عِئاً ولا
فهيهاَ؟ ولكن تعايت عليه مفاهيم ارسطو. لأن الكتب التي تُرجمت عن الحكيم
اليوناني الأول؟ لم تكن سهلة التركيب، ولا بثنة التعبير، كذلك عذبه مصنف
أرسطو (فيما وراء الطبيعة) فقراه ابن سينا أربعين مرة ولم يفهمه على مقاصده
كلها، واستظهر الكتاب الفلسفي الذي وضعه مؤدب الإسكندر. وبقي في نفسه
ما فيها من الضير. حتى كان في سوق الوراقين؟ ف! ذا دلال يقف به ويبيعه كتاباَ
بدريهمات ويلج عليه أن يشتريه؟ فيأخذه الفيلسوف الجاهد؟ ويجده كتاب
(الفارابي) الذي يشرح فيه الفلسفة العامة عند ارسطو، فيفهمها عنه، ويستتم بها
حكمته.
ولكنْ، هل ظلت حالة ابن سينا في البحث والدرس دعاءً في المسجد،
وصلاة على نية الفتج، وتهجداً أمام شمعة يرجف ضؤها على الكتاب؟ ثم نوماَ
حالماً بحلول المسائل؟ هيهات ا فإن شباب ابن سينا قد تقدم، وكهولته قد
اخذت بعمر 5، وحنكته الخطوب فتداهى حتى اتهم باحتكار العلم والانفراد به.
فروى ابن خلكان ان نوح بن منصور الساماني أحضر ابن سينا لمداواته،
فوجد ابن سينا عند (نوح بن منصور) مكتبة رائعة، فيها من التآليف ما لم تنله يد
142

الصفحة 142