كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

هكذا نشأ المحاسني يتيماً، فقد والد 5 مبكراً، ثم أصبج يتيم الأبوين
عندما لقيت أمه وجه بارئها، وهو لا يزال شاباً في مقتبل العمر0
وقد قاسى المحاسني طفلاًالامزين، في إقامته بدار عمه، فقد افتقر عمه
وكا ن مرتبه زهيداً، وكا دت زوجة عمه أ ن تحرمه من ا لمدرسة، وتجبر 5 على ا لعمل
في دكان أحد التجار، إلا أن أمه عندما علمت بذلك لجأت إلى عم زكي (شقيق
والده من أبيه) وكان في ذلك الحين قاضياً بدمشق ويدعى محمد المحاسني،
وشكت إليه أمر الفتى زكي، فطيب خاطرها، وأمر بإدخاله المدرسة التجهيزية
(مكتب عنبر) وكان مديرها الاستاذ زكي التميمي.
وانتظم الطالب زكي المحاسني في الدراسة في الصف السابع - وكان أو ل
الصفوف الثانوية بمكتب عنبر.
ومضت ا لسنوات في ا لدراسة، لم يَعرف فيها تقاعساً، فكا ن يرتفي من صف
إلى صف أعلى بدرجات متفوقة حتى بلغ الصف الحادي عشر، ثم نجج إلى
الصف الشاني عشر، وادى امتحان البكالورية سنة (928 1م)، وكانت اول
بكالورية يطبق نظامها في سورية.
وقد أحب المحاسني القراءة، وشغف بمطالعة الكتب، فكان اثناء دراسته
يبحث عن المعرفة، ويقرأ حتى يرتوي ويمبع هذا بكتابة بعض الخواطر، ووفقه
الله في امتحان البكالورية، فنال علامة فائقة في التاريخ القديم، وامتلأ قلبه
سروراً حين إعلنت نتيجة الامتحان، فإذا به ينال الدرجة الأولى في البلاد
السورية جمعاء، فسمح المسؤولون في وزارة المعارف باعفائه من أداء
البكالورية الثانية.
ولما ودع المحاسني (مكتب عنبر) الذي قضى فيه أياماً لا تنسى، كان
وداعه مقروناً بفرحة وغصة، أما الفرحة فلأنه نجى من بعض عقبات تخللت
دراسته، وأما الغصة فقد عز عليه مفارقة دار كريمة عرف فيها كرام الأساتذة
طوال خمس سنين من عمره.
20

الصفحة 20