كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

فجفتْ ولم تُسْعِفْ بوهم مِنَ الفقَا
سلالم على عَيْنَيْكِ في الغيبِ (سَارتي)
وكزَتْ بيَ الأعوامُ لا تُرْجِعُ المبدا
خفوقُ فؤادي فيك لا يَعْرِف الحَدا
2 - حبه للمعرفة والثقافة:
كان المحاسني منذ صغره محباً للدرس والدراسة، وكانت دار الحديث
في العصرونية بدمثق منزلاً لتدرشى الحديث، وقد أدرك فيها وهو ناشئ درساً من
دروس الشيخ بدرالدين الحسني أكبر محدث دمشقي في صدر القرن العشرين.
وكان أثناء دراسته في (مكتب عنبر) يجتمع مع أقرانه من الطلاب النابهين
في منزل احدهم وهو (مسلم القاسمي بن العلامة الشيخ جمال الدين القاسمي)
في حي (باب الجابية) بدمشق، فقد كان لدى والده مكتبة فيها كتب ومراجع
كثيرة.
وكانت والدة المحاسني، يرحمها الله، دائمة التشجيع له على الدراسة
والاجتهاد بعد أن شعث ودلف إلى شهادة الليسانس في الحقوق ثم في الاداب،
فكانت لا تفرغ من الدعاء له، وكانت (تُسفعُ) له درص المحاكمات من كتابه
الضخم، تسمع ولا تفهم، وإنما كانت تشجعه على المضي في الحفظ
و (التسميع).
وكم كان يذهب إلى دار الكتب الظاهرية في دمثق، هذه الدار التاريخية
العتيقة، لينهل مما تضمنته من كتب في الأدب والشعر.
3 - شهاداته العلمية وعمله:
تخزجَ المحاسني من مدرسة (مكتب عنبر) سنة (927 1 م)، وكانت أعظم
مدرسة في ديار الشام، تخزَجَ منها رواد الفكر العربي وطلائع النبوغ في العلم
وا لأدب.
ودرس المحاسني بعد ذلك في كلية الحقوق بالجامعة السورية، ونال
شهادة الحقوق في سنة (1936 م)، وفي السنة نفسها نال شهادة الاَداب من
22

الصفحة 22