كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

5 - شخصيته:
اتسمت شخصية المحاسني، تغمد 5 الله برحمته، بالتواضع والنقاء
والاعتزاز والثقة بالنفس، مع ميل للطرافة والتواصل الاجتماعي ولاشك أ ن
تواضعه كتواضع العلماء، وهو يذكرني بكبار ادبائنا وشعرائنا في تاريخ الادب
العربي في العصور الغابرة، فهم يتضفون بهذه الصفة الحميدة التي قل أن نلمسها
في عصرنا هذا.
وكان صدره يشمع للكثيرين، فكان يستقبل في دارنا بالمزرعة الأصدقاء
وغير الأصدقاء، ويبادلهم الحديث، فينصتون إلى حديثه الجذاب، الذي كان
ينئم عن أفق واسع، وثقافة عريضة متسعة أصيلة، واطلاع كبير على الثقافات
والاداب العالمية، ويربط صلتها بالاداب العربية، وفي بيته كان مثالاً ئحتذى
للوالد الجليل الذي يعامل أولاده وأسرته بكل حنان وأبوة، ويتبادل! معهم
الأفكإر والاَراء.
وكانت شخصيته السمحة تنعكس آثارُها على أدبه وكتاباته، وقد لاحظ
احدُ اصدقائه من الشعراء وهو الشاعر اللبناني الكبير الدكتور (فوزي عطوي)،
خلوَ شعره من قصيدة في الهجاء أو حتى بفمع أبيات فيه، وقال! عنه في مقال! نشر
ضمن مقالات في ذكراه الأولى (1):
إها انذا اقلب بين يدفي صفحات من مؤلفإته القيمة، وأنفب في بعض
مجموعات مكتبتي عن مقالاته وقصائده، فاستوقفني ظاهرة عجيبة في هذا
القلم العف، قلما استوقف قراء المحاسني، ألا وهي ظاهرة فقدان طعم
الهجاء، بمعناه الفني، فيما خطه نثراً وشعراً".
(1)
تحية وذكرى، الدكتور زكي المحاسني بأقلام الذين عرفوه في أدبه ونضاله من
اعلام المفكرين والأدباء، بمناسبة الذكرى الأولى لمرور عام على وفاته في
23/ 3/ 972 ام، ص ا 0 1.
مقال: كإن للمحاسني من اسمه نصيب!، فوزي عطوي، لبنان.

الصفحة 25