كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

ومهما يكن من امر فإن شخصية المحاسني السمحة وقلبه الكبير الذي
كان يتسع لحب الجميع، لم يعرف الحقد او الكيد طوال حياته، حتى تجاه
أولئك الذين ربما أساءوا له في بعض المواقف في حياته، فكان نزيهاً، يصرف
النظر عن الخوض في أحاديث ا لطعن أو البغضاء.
وكان هذا أيضاً يؤثر في كتابته ومقالاته، وقد كان دوماً يبحث عن الخئر
والجيد، ويرى الجانب الحسن، ويتغاضى عن بعض الأخطاء الطفيفة، إ لا فيما
يتعفق بالبحث العلمي، فهو بالمرصاد لأفي خطاً أدبي له قيمته في تشويه الصورة
الصادقة لدراسة الأدب العربي الكبير، من تراث الاجداد، والممتد عبر العصور
حتى زماننا.
6 - أسلو به:
يجمع أسلوب المحاسني في الكتابة بين الجزالة وقوة التعبير والبلاغة
العربية، ويتفنن في الأسلوب والمعنى، وقد انعكست نفسيته الشفافة النقية على
أسلوبه الذي اتسم بالوضوح في كل مؤلفاته، وابتعد عن التصنّع والتكلف في
شعره ونثر 5.
ويصف الباحث الحقوقي الاستاذ (ظافر القاسمي) أسلوب المحاسني
فيقول: "أقبل على الشعر فجؤَد فيه، وكان من فرسانه، ولو أن ديوانه بين يدي
لأيدت أقوالي بالكثير من روائعه. وأقبل على النثر، فإذا هو من فحوله: أسلوب
قرشي صاف مثرق، لا ترى فيه عوجاً ولا أمتاً" 0
بل إن رسائله كانت أيضاً تنئمُ عن جمال في اللفظ، وغنًى في اللغة،
وقدرة في التعبير بصدق وامانة.
7 - اعتزازه باللغة العربية، لغة الضاد:
ذكرت عند الحديث عن أسلوبه، بانه كان يكتب بلغة فصيحة بليغة سواء
26

الصفحة 26