كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

هذا التراث وتحقيقه على أمس! علمية صحيحة.
وانصث اهتمامه على دواوين الشعر العربي، وكان مما استوقفه من هذه
الدواوين (ديوان البحتري) بتحقيق الشاعر المصري الأستاذ (حسن كامل
الصيرفي) فقدم د. المحاسني دراسة وافية لهذا التحقيق في حديث إذاعي له من
إذاعة لندن تحت عنوان (عالم الأدب)، فأثنى على هذا التحقيق.
0 1 - المحاسني الشاعر:
توزغَ إنتاجُه الشعري الغزير على صفحات عدد كبير من المجلات
والصحف البارزة في الوطن العربي، وحالت ظروف قاهرة دون طبع ديوانه
الشعري، منها مرض زوجته الأديبة وداد سكاكيني، لكن أبناءه يطمحون إلى
إنجاز هذا العمل بإذن الله، ليوضع ديوانه المؤلف بين أيدي الباحثين والدارسين
للأدب العربي الحديث، وأبرز أعلامه.
بدأ د. المحاسني في نظم الشعر، وهو طالب في المدرسة التجهيزية ثم
في كلية الحقوق بدمشق، وكان قد حفظ الكثير من القصائد لشعراء قدماء
ومعاصرين، فأخذت تدفعه إلى الكتابة الشعرية تأملات فكرية وسوانح عاطفية
وهي زاخرة في شعره، وكانت تنبع من داخله، او لما يكون حوله من مؤثرات
خارجية تركت أثراَ في نفسه، فيندفع إلى كتابة القصالْد.
ويعبر عن رأيه في الشاعر فيقول (1):
"إنَ الشعور ذو عمر يرافق صاحبه، فما كنت أح! ن به وانا في ميعة الصبا
هو غير ما أحس به الاَن، ووفاق ذلك يكون دافعُ الشعر، وقد أراني مؤمناَ بالتطور
الذاتي، فالشاعر مثل النبات ينمو ثم يزدهر ويثمر خلال هذا العمر في الصبا
والكهولة، ويجود بما يجود به الزهر في الربيع. . ".
(1) جريدة (الندوة)، المملكة العربية السعودية، 397 ا هـ.
30

الصفحة 30