كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

ولا شأ ان كلَ شاعر يتأثر بشعراء اَخرين، وزكي المحاسني اُعجب
بالشاعر العربي الكبير أبي الطيب المتنبي، حتى إنه وضع كتاباَ عن هذا الشاعر
المتميز (1).
وكان المحاسني مغرماً بالشعر العري القديم ذي الأسلوب الجزل
القوي، الذي حافظ على عمود الشعر، وكذلك بالشعر العربي الحديث وأعظم
شعرائه أحمد شوقي.
ونشأ محباَ للشاعر الفرنسي فكتور هيجو، فقرأ شعر 5 في كل دواوينه
بالفرنسية، فقد كان المحاسني يتقن اللغة الفرنسية، ويقرا في الأدب الفرنسي
كل ما يصادفه.
1 1 - خصائص شعره، وموضوعا ته:
الدكتور زكي المحاسني كما وصفه الأديب اللبناني (جان كميد) "شإعر
رغماً عنه " (2)، فهو لا يتك! ف الشعر ولا ينظمه إلا عندما تلخُ عليه نفسه، فيجدها
منساقة إلى التعبير بالشعر عما يجول في نفسه من خواطر وتأملات، أو عن
هموم أمته، وهو كغيره من الشعراء العرب الذين تأثروا بنكبة فلسطين، وشاركوا
اهلها همومهم وقضاياهم، فصؤروا مأسإتها بشعرهم.
وتميز في هذه الناحية شعراء، يأتي في مقدمتهم زكي المحاسني، ومنهم
أيضاً عمر ابو ريشة، سليمان العيسى، أنور العطار، وعلي دمر.
ومن شعره في هذا الموضوع الأبيات التالية:
ما هُزِمنا لكي نموتَ ونفنى ونبكي الحياةَ إنْ نحنُ عِشْنا
(1)
(2)
انظر التعريف به في الفصل الثاني من هذا الكتاب، ص (68).
دراسة تطبيقية في الشعر، الشاعر زكي المحاسني، جان كميد.
- مجلة الورود، لبنان، ج (4)، كانون ا لأول، 9 5 9 1 م.
31

الصفحة 31