كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

لْحنُ قومٌ ما نامَ فينا على الضيمِ أبي ولا على الدهرِ هُثا
كفكفِ الشعرَ عن مراثي فلس! جنَ فشعرُ الدماءِ أبقى واغْنى
غَدُنا المُرْتَجَى كما رمتُ آتٍ بنضالٍ سيغسلُ العارَ عَثا
فكأن المحاسني قد تنبأ بالنضال المعاصر للشعب الفلسطيني الباسل الذي
تج! ى في الانتفاضة التي تبذل في كل يوم الدماء الغالية من الشهداء الذين
يستشهدون في سبيل تحرير فلسطين من الغاصب الصهيوني.
وفي خلال ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، نجد المحاسني يحث
الفتاة الجزاثرية على الكفاح مع الرجل فيقول:
فتاةَ الوغى اعصِفي بالخطوب فإنّكِ من نَسْل الفتى اليَعْرُبي
لملحمةِ العربِ صيغي النشيدً ومن غَمْسِ دمِ الشهداءِ اكتُبي
وفي غمراتِ الفداص اذكري إلهكِ واعتصمي بالنَّبَي
وكان المحاسني ينظم القصيدة أحياناً في لحظات، سواء كان وحد 5 في
لحظات التأمل والتفكير في غرفة مكتبته بمنزله في حي المزرعة بدمشق، وهي
التي كان يسميها (جنته)، او عندما يكون في مناسبة او حفلة أو محاضرة فتجده
يرتجل الشعر دون سابق تهيئة.
يقول الصحافي النابه الأستاذ عبد الغني العطري يرحمه الله (1):
"لا اعرف في من عرفت من الشعراء -على كثرة من عرفت - شاعراً
يستطيع ان يجاريه في سرعة النظم وخصب القريحة ".
ويمتاز بالنبرة الشعرية الصادقة والصدق في التعبير دونما تكفف او تصنّع
في صياغة العبارة واختيار الألفاظ.
ويجد الأديب الناقد (جان كميد) في قصيدة المحاسني المعنونة (نسيم
(1)
عبفريات من بلادي، عبد الغني العطري - دمشق.
32

الصفحة 32