كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

لبنان) هذه النبرة الشعرية من خلال الأبيات التالية:
يا نسمةَ الضُبحِ من لُبنانَ، ما صنعتْ لكِ الشوامخُ من شفاف ابرادِ؟
مررتُ بالعطرِ فاهتاجَتْ مباسِمُه وراحَ في الزَكبِ لا دربٌ ولا حادي
والمحاسني في رايه يملك أداة التعبير الشعري وهو متمكن منها، وهي
تطالعنا كيف جلنا في قصائد 5، ومنها هذه الأبيات من قصيدة (نجوى إلى شجرة
من الحور):
أتشكو جولةَ الأنهارِ حتّى ترى الليلَ البهيمَ هدوءَ بالِ
أطفرةَ هائمٍ ام ثأرَ غازٍ كلا العَزْمَيْنِ يعيا في القتالِ
وفي قصيدة (أنطلياس):
أبيتاً بدا في قِمَةِ الصوتِ غَئنِي مغانيكَ ضَفَتْ كلَ لحنٍ مُرَقْرَقِ
وقفتُ على نَبْعَيْكَ ظماَنَ مِنْ غدٍ سيملوني شوقاً لحُلْمِ مُزَؤَقِ
ويكشف شعر المحاسني عن اسلوب مشرق ينمّ عن رصانة الطبع وصفاء
النفس وشرف الخُلق، فضلاً عن الرزانة.
وكان يرحمه الله من أخصب شعراء البلاد قريحة وإنتاجاً، يرتجل الشعر
احيا ناً، ويقوله على ا لبد يهة وا لموهبة، فإ ذا وا تا ه ا لإلها م وكثير اً ما يستجيب لشعوره
وخياله، تفيض على لسانه وقلمه قصائد بديعة في شتى الأطوار والمناسبات،
ويتدفق بالمعاني والصور التي تموج بالألوان والظلال، ويتميز باللغة الفصيحة
التي يضاهي بها الشعر العربي القديم.
وكانت آخر قصائد الشاعر المحاسني عن الربيع، وقد تحذث الدكتور
(عمر فروخ) يرحمه اللّه عن هذه القصيدة في مقال له عن المحاسني بعنوان
(صديقي زكي المحاسني) (1) فقال:
(1) نشر في كتاب (تحية وذكرى)، الدكتور زكي المحاسني بأقلام الذين عرفو 5 في=
33

الصفحة 33