كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

التخطيط للتعليم العالي بوزارة التربية والتعليم المركزية.
تحذَث في هذه المحاضرة عن الملحمة العربية وتاريخها عند العرب،
وقال: إن العرب عرفوا حكايات قصصية ملحمية في الحرب، وعرفوا أيضاً
ضرباً آخر من أروع الملاحم الفنية في (رسالة الغفران) التي أبدعتها عبقرية
(أبي العلاء المعري)، كما عرفوا ضروباً جزئية من الملاحم الشعرية في
الأندلس.
وكان للملحمة العربية تأثير كبير في الشعر الإسبإني الخاص بالملاحم،
غير أنه يرى أن هذه الملحمة لم تعرف لدى العرب قديماً بمعناها في أدب
الغرب، على أن الشعر العربي في البطولات العربية إئان الحروب التي خاضها
العرب في تاريخهم، قد عئر أصدق تعبير عن معنى الملحمة، في ذكره وإشادته
بماَثر ا لبطولات.
ثم تناول المحاسني بعد ذلك الملحمة في الشعر العربي الحديث، فقال
إن من السباقين في مصر إلى صنع الملحمة الشاعر (احمد محرم)، فقد تبخر في
تاريخ العروبة والإسلام، فنظم عشرات القصائد والمقطوعات الشعرية فى هذا
التاريخ، فجاءت أ شعاره كصور تاريخية وسماها (الإليا ذة ا لإسلامية) (1).
ونشر الشاعر (عامر البحيري) في مصر أيضاً ملحمة شعرية في خمس
فصول، تغنى فيها برسالة الإسلام، وجهاد الرسول عليه الصلاة والسلام سفَاها
(أمير الانبياء).
لكن الملحمة الشعرية بمعناها الفني كان لها تصيبط في الشعر العربي
الحديث لدى الشاعر اللبناني (فوزي المعلوف)، بملحمته الفنية التي سماها
(على بساط الريج)، فجاءت ملحمته بدعاً أدبية، تلاقى صداها في العالم
(1)
وقد نشرت في دار العروبة بالقاهرة، وقدَم لها العلامة الجليل الأستاذ محب
الدين الخطيب يرحمه الله.
35

الصفحة 35