كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

حياته هي تلك التيب قفحاها في (مكة المكرمة) سنة (385 أ هـ) في تلك الديار
العظيمة التي شهدت مولد الرسول! شي! وبداية الإسلام، وكانت أحاديصْ
المحاسني في الصحف السعودية في ذلك الحين تعبّر عن سعادته بهذه الإقامة
في الديار الطاهرة، ففي حديثه عمندوب جريدة (عكاظ ع 5 1/ 12 / 385 أ هـ
ص 2)، ارتجل الأبيإت التالية التي تحدث فيها عن ذلك فقال:
نزلنا ضيوفاً على أكرمٍ نحجُ وندعو إفَ البَشَرْ
ونطمعُ في عَفْوِ رفي رحيمٍ لعل ماَثمَنا تُغْتفر
وَمِنْ عرفاتٍ بلغنَا المُنَى وهل بعدَ ذلك يُجْنَى الثفَرْ؟
وقد عاش المحاسني حوالي السنة في مكة المكرمة، حيث كان يعمل في
مجال التدريس وإلقاء المحاضرات في كلية أ اللغة العربية بمكة المكرمة، وفي
هذه الرحاب المقا، سة عاش أياماَ جميلة من عمره وسط الديار التي شهدت مولد
الرسالة الإلهية السماوية التي اُنزلت على النبي العربي (محمد) عتًيد.
وكان المحاسني يزعأو يأمل تأليف كتاب استوحاه من زيارته لتلك
الديار، بعنوان (في دارة الوحي والإلهام)، إ لا أن المرض لم يمهله لتأليف هذا
الكتاب، فقد اخذت صحته تتدهور منذ عودته من تلك الديار.
وكان يعتر بإيمانه بالإسلام الذي يوحد العرب والمسلمين في الفكر
والدين، وفي مظاهر العبادة وخاصة الحج.
والمحاسني المؤمن، يعئر في كتابه (الأدب الديني) عن الحياة الادبية
بكل اتجاهاتها وكلناحيها على اساس ديني يتمثِل في (القرآن الكريم) و (الحديث
الشريف)، وهو يدعو الناس إلى الالتزام بالقيم الإسلامية التي أخرجت البشرية
التائهة من ظلام الجهالة إلى نور الهدى والرشاد 0
فإلمحاستب يرى ان الأدب لا يمكن أن يزدهر إلا في ظلال الدين،
فيقول: "لا يعيش الأدب منضوح البيان بالسحر الحلال وفصل الخطاب إلا في
39

الصفحة 39