كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

منذ أغمدت الحرب العالمية سلاحها (1918 م) بدأت هذه النهضة
بمعناها المعاصر، وطلع فجرُ العالم العربي، فسطع في صباحه ضوء من ناحية
مصر، هذا الضوء حمل مصباحَه الدكتور (طه حسين) منذ عاد من أوروبة بعد
الحرب، وكان سلخَ أعوامها في باريس، يدرس الاَداب الفرنسية، وقد أعد قبل
سفره عدة الاَداب القديمة، وروى الحديث والفقه وأخذ النحو واللغة وحفظ
الشواهد الأدبية في الأزهر وارتوى منها كلها، ثم عاد من اوروبة، فبدا يفتج
عصراً أدبياً للعربية جديداً للجيل الجديد، وأول ما قام به قبل ذهابه لأوروبة أنه
نشر كتاب (ذكرى أبي العلاء) وهو أهل بحث علمي سار محؤلفه فيه على نهج
منظم. ئم لفا آذنت عودته من تلك الديار كتب كتاب الدكتوراه (917 1 م) التي
نالها من باريس عن فلسفة (ابن خلدون) الاجتماعية (1)، وهذه الرسالة كذلك
أول بحث كتب عن الفيلسوف الاجتماعي (ابن خلدون) مخَص فيه مؤلفه
نظريات هذا العظيم. لقد نشر الأستاذ طه هذا الكتاب أول أمره بالفرنسية فدرس
أفكار مؤرخ العرب، فكان مِنْ خيرِ من عزف العالم الغربي حقيقة الثقافة
العربية القديمة.
لماذا أعدُ الدكتور طه حسين أكبر أديب معاصر؟
لأنه فتح فتحاً جديداً في حياتنا الأدبية الحديثة لم يكن قبل طه حسين احد
في عالم الأدب العربي يجاهر باصلاح أساليب الدراسة القديمة (2). إنه أول من
فتح الباب على الحياة الأدبية الناضرة بمعناها الحق الح! يث.
7 1 - وفاة المحاسني:
ما أن علم الأدباء والشعراء ورجال العلم والفكر بوفاة المحاسني، التي
(1)
(2)
وقد عزَبه الأستاذ محمد عبد الله عنان.
دعوى الإصلاح هذه فيها نظر. انظر فصل الفساد في حياتنا الأدبية في كتاب
(المتنبي) للأستاذ محمود محمد شاكر رحمه الله تعالى. (الناشر)
43

الصفحة 43