كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

كانت في يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر آذار سنة (972 1 م)، وهو لم
يتجاوز الثالثة والستين من عمره، حتى سارعوا إلى التعبير عن حزنهم لفقد علم
من اعلام الأدب المعاصر في الوطن العربي.
وعبَرت المستشرقة الألمانية المعاصرة (آن ماري شيمل) استاذة
الدراسات العربية والإسلامية في جامعة (بون) عن اسفها لفقد 5، وقد عرفت
المحاسني من خلال كتاباته التي نشرت في مجلة (فكر وفن) وكانت ترأس
تحريرها، فأرسلت برقية تعزية منها العبارات التالية:
"هناك أصدقاء لم نلتق بهم، ومع ذلك فهم أقرب إلى تفكيرنا وشعورنا
من أولئك الذين عرفناهم والتقينا بهم يوماً بعد يوم.
وكان الدكتور زكي المحاسني من هؤلاء الأصدقاء الذين عرفناهم في
آثارهم دون التقاء.
وما أشدّ الحزن عليه حين وصلت إلينا أخبار وفاته المفاجئة مما هزنا
وملأ نفوسنا حزناً، فقد احسسنا بأننا فقدنا صديقاً عظيماً بعلمه وأخلاقه، وأن
عالم الأدب والبحث والتأليف قد فقد بفقد 5 أحد البارزين من أعلامه وأحبهم
إلى القلوب وأنفعهم للناس ".
8 1 - مراثيه:
وعبَّر اَخرون من خلال قصائد شعرية عن اسفهم لغياب المحاسني،
تغمد 5 الله برحمته، ومنهم على سبيل المثال الشاعر الأستاذ رشاد علي أديب من
سورية، ومن قصيدته في رثاء المحاسني هذه الأبيات:
قدرٌ يبعثُ الأسى والشجونا حين يزجي إلى النفوس المَنونا
سنةُ الله مذ خلق البرايا ودبيب الحياة في العالمينا
يالخطب هزّ القلوب وادما ها وحز الكُبودَ حزاً ثخينا
إذ قَضَى نحبَهُ العليم: زكيٌّ من شأى في نبوغه النابغينا
44

الصفحة 44