كتاب زكي المحاسبي المربي الأديب والشاعر الناقد

وكان المحاسني ووداد من الوجوه الدؤوبة التي أصادفها يومياً كفما سعيت
إلى الإصغاء إلى محاضرة، ممّا شخعني بعد محاضرةٍ لإبراهيم عبد القادر ا لمازني
(1890 - 1949) على تقديم نفسي إليهما بصفتي الصحفية، فرحَبا بي ترحيباً
كريماً كان يتجدد كلَما التقينا في محاضرة تالية، ولم نلبث ان ارتبطنا بصداقؤ
وثيقةِ لم تفقد حرارتها بسبب البعد الجغرافي او لأي اعتبار اَخر. وفي صحبتهما
زرنا كثيرين من اعلام الفكر: العقاد (1889 - 4 96 1)، وسلامة موسى (1887
- 58 9 1)، وفؤاد صروف (0 0 9 1 - 985 1)، ونقولا ا لحد اد (0 87 1 - 4 5 9 1)،
والدكتور أمير بقطر (1899 - 966 1)، وسيد قطب (6 0 9 1 - 966 1)،
والدكتور محمد مندور (1907 - 1965)، ومحمد عبد الغني حسن (1907 -
1985)، والثاعر حسن كامل الصيرفي (1908 - 984 1)، والدكتور محمد
صبري السوربوني (0 189 - 978 1)، والدكتور أحمد فؤاد الأهواني (8 0 9 1 -
1970)، واحمد حسن الزيات (1885 - 1968)، وحبيب جاماتي (1887 -
68 9 1)، وغيرهم.
وكنت اجد في هذين الزوجيْن أسرةً مثالية لاجتماعهما على حسث الأدب
وانصرافهما إليه دون سواه من الاهتمامات الأخرى، وكانا يختاران دائماًالإقامة
في جزيرة الروضة الجميلة التي تقع بين نهر النيل وفروعه، بسبب قربها النسبيّ
من الجامعة التي درس فيها المحاسني، ثم لأن حي الروضة اشتهر بكثرة
المقيمين فيه من المشتغلين بالأدب والفكر مثل الدكتور شوقي ضيف، والثاعر
عبد الرحمن صدقي، والدكتور محمد مندور، ومحبّ الدين الخطيب، وأحمد
الثايب، ودريني خشبة، وخالد محمد خالد، والدكتور محمد كامل حسين
(المتخصص في الأدب الفاطمي)، ومحمد عطية الإبراشي، وعالم الروح
احمد فهمي أبو الخير، وغيرهم، فارتبط المحاسني وزوجته بمعظم هؤلاء
بصداقات وثيقة. بل إنّ الثاعر علي الجارم كان يقيم بدوره في هذا الحي،
ولكنه توفي قبل سُكنى المحاسني فيه.

الصفحة 6